منذ اللحظة الأولى التي اعتدلت فيها أجواء جارة البحر وعروسه، مع دخول فصل الشتاء واعتدال أجواء مدينة جدة التي لا تعرف البرودة الشديدة، استطاعت المناطق البرية المفتوحة في شرق وشمال المحافظة، بمساحاتها الشاسعة، أن تغازل مرتادي البحر، وتسحب البساط من تحت أمواجه الهادرة، لتكون محطة جديدة تهفو إليها قلوب أهل جدة والمتنزهين القادمين من مختلف المناطق، وتأخذ نصيباً ليس بالسهل من عشاق سواحلها. خطفت المخيمات التي انتشرت بشكل كبير هذه الأيام، المتنزهين من الشواطئ المكتظة برواد المقاهي والمطاعم والأرصفة الممتدة على سواحل بحر العروس، وحازت حصتها من عشاق الهدوء الباحثين عن لحظة سكينة وساعات خلوة، بعيداً عن زحام الضفاف وصخبه، الطامعين في اقتناص ملذات طقس عروس شتائها ربيع يمر كحلم. تقع المناطق البرية التي تشيد فوق مساحاتها المخيمات الشتوية بشكل جذاب وأنيق في طريق مكة القديم وطريق أبرق الرغامة ومنطق الرحيلي، ويصل إيجارها إلى نحو ألف ريال في الليلة الواحدة حسب الفئة والخدمات المقدمة في المخيم، ويعتبره بعض المختصين بمثابة الاستثمار الناجح لمن رغب أن يقتنص الفرصة في هذا الوقت الربيعي. متنزهون في المخيمات التقتهم "الرياض"، أكدوا أنهم ينتظرون هذا الموسم سنوياً، حتى يعيشوا الأجواء التراثية بأسلوب عصري، مضيفاً "المخيمات تجربة مميزة لأهل جدة الذين حباهم الله بأجواء بحرية في فصل الصيف، وأجواء معتدلة في الشتاء وبرية، ولها طقوسها الجميلة، حيث يشعل الناس الحطب ويتم إعداد المشروبات الدافئة مثل السحلب والشاي بالحليب والقهوة ويحلو السمر خارج المخيم مع الأهل حتى ساعات الصباح". .. ويحلو السمر خارج المخيم مع الأهل حتى ساعات الصباح (تصوير/ محسن سالم)