الواقع يقول الآن نحن نعيش أزمة ثقافة مجتمع، الاحتفاء الطبيعي والكبير بعودة البهجة والفرح لمجتمع حُرم منها ستنعكس على درجة تقبله لهذا الفرح، الاشكالية الكبرى عندما يأتي على سبيل المثال زميل ويربط الحفلات الغنائية بحلقات تحفيظ القرآن وضرورة ان تمارس حريتها ايضا، تجد نفسك أمام ازمة بالفعل، لان اللعب على هذا الوتر اصبح مكشوفاً، مثله مثل من يربط المطالبة بدور السينما بالمطالبة بتوفير المساكن للفقراء من المواطنين..!! ما الذي حدث بعد حفلة الرياض الغنائية الشبابية، ولماذا حُرم الناس بالرياض من اقامة حفلات يستمتعون بها منذ عام 1985م، وكيف كانت ليلة عادية مرت دون التخويف والتخوين والاتهامات التي اعتدنا سماعها ممن عاش على استغلال سذاجة الكثير من ابناء المجتمع وتحقيق النجومية والمال من خلال تصدرهم للخطاب الاعلامي والثقافي ببلادنا منذ اكثر من ربع قرن للأسف. من المضحك ان تربط موضوع حفلة الرياض الغنائية اليتيمة برد وزيرة الخارجية الامريكية السابقة مادلين اولبرايت بانها ستعلن اسلامها رداً على بعض قرارات الرئيس الاميركي ترامب، مضحك ما يفعله الكثير من المستشرفين بمجتمعنا، لانهم ببساطة يستغبون المجتمع، وهم يعرفون هذه الحقيقة وتجدهم يتكسبون من خلالها، ولكن هل المجتمع مازال يصدقهم، حفلة الرياض وحفلة الليلة في جدة وحفلات البهجة والفرح المتنوعة وتهافت الناس عليها اكبر دليل لكشف خداعهم وكذبهم، ومن المهم ان يتم الانتباه لأمثالهم، لأنني لاحظت استغلال الكثير من الحسابات المعادية لنا في وسائل التواصل الاجتماعي، تستغل الحفلات الغنائية لمحاولة تأجيج المجتمع وبث الانقسام فيه، والتأليب وبصراحة على القيادة لدينا. الأمر المهم هنا ان من شارك في ليلة الفرح بالرياض من المطربين الشباب سيكون لهم السبق تاريخياً في مشاركتهم بليلة تاريخية كانت هي الاستفتاء الحقيقي لرغبة المجتمع للترفيه والبحث عن الفرح، يكفي الوصاية على المجتمع ويكفي قتل الابداع لدينا، ويكفي هروب الناس من اجل الاستمتاع بما يحبون، ما الذي حدث بالرياض، ببساطة انكشف الجانب الآخر لمجتمع ظل سنين طويلة غارقا تحت اسلوب التكميم والتحريم حسب الاهواء والمصالح. دعوة لفرح وبهجة أخرى الليلة، ومتى نصل لمرحلة ان لا نتعامل مع جملة "اين تذهب هذا المساء" بسخرية حزينة كما كنا منذ سنين طويلة، الفنون واجهة حقيقية للمجتمع، غذاء روحي للنفس التواقة للإبداع، بثوا الفرح والبهجة في قلوب الناس وستختفي الاحزمة الناسفة وسيختفي الظلاميون من مجتمع هو أكثر المجتمعات "حُباً للحياة".!