ليلة الجمعة وصباح السبت، غنى فنان العرب الأستاذ محمد عبده، خارج «المألوف»، وبعيداً جداً عن السائد، فأراد الانتصار لذائقة الطرب وعناوين البهجة، وكثيراً ما ساد الصمت للاستماع إلى هذا الصوت العبقري الذي أحيا الليلة الأخيرة من الأسبوع الثاني من عمر مهرجان «فبراير الكويت» الغنائي، الذي أنطلق الأسبوع الماضي في قاعة صالة التزلج بالكويت حتى 27 من مارس الجاري. كعادته يدخل محمد عبده لابسا غترته البيضاء، وثوبه الملون رافعاً يديه اليمني للجمهور الكثيف الذي جاء ليشنّف آذانه بصوت العرب، وخلفه تنتظر فرقة موسيقية يقودها «العبقري» وليد فايد الذي فرح به جمهور محمد عبده كثيراً، ويتفائلون بوقوفه على يسار خشبة المسرح، لتبدأ الحفلة برائعة «مالي ومال الناس» و «جيتك حبيبي». وشهد الحفل الذي شاهده الملايين خلف شاشاتهم ديو بينه وبين الفنانة المصرية آمال ماهر ليختار الاثنين أغنية «يا أعز إنسان»، والتي قال محمد عبده إنها لمناسبة يوم «الأسرة»، حيث لعبت خبرة فنان العرب دورها الكبير في الأداء مع إطلالة ذكية من آمال والتي حاولت كثيراً مجاراته في الأداء. وخلال الحفل غنى فنان العرب «يكفيك إنك شفتها» و»مجنونها» و»سيد الغنادير» و»حاولت» و»لورا» للراحل غازي القصيبي و»بنت النور» و»عيوني حزينة» و»أيّوه» و»المعاناة» التي ختم بها حفل استمتع به ملايين المشاهدين، فيما كان مخرج الحفل هو العثرة الوحيدة في متعة الليلة، إذ حاول «جاهدا» إفساد المشاهدة بأخطاء فادحة وطريقة بدائية في مواقع الكاميرات وثباتها. وليلة الخميس شاركت فنانة العرب «نوال الكويتية» بعد انقطاع غير قصير عن إحياء الحفلات الغنائية العامة، فقد عادت مجدداً ووقفت أمام جمهورها في ديرتها الكويت لتغني لهم من أعمالها الغنائية القديمة والجديدة، وبدورهم شنف جمهورها الغفير مسامعه مع قيثارتهم ليستمتعوا بالطرب الخليجي والعربي الأصيل. وأثناء ذلك فضل جمهورها القيام بتكريمها عرفانا بعطائها الطويل والممتد إلى سنوات تصل إلى ثلاثين عاماً مضت. فيما سبق النجمة نوال الكويتية الوصلة الغنائية نجم الشباب وعملاق الأغنية المصرية والعربية النجم عمرو دياب فقد كان الجمهور المكتظ في صالة التزلج موقع الحفل في انتظاره باشتياق كبير مما جعلهم يهتفون باسمه مطالبين به، وكانت لحظة صعوده خشبة المسرح دوت موجة تصفيق شديدة.. لا سيما مع بدء أغنية «الليلة»، «قمرين»، ليقدم بعدها بطريقة الميدلي لمجموعة منوعة من بعض أشهر أعماله الغنائية «العالم الله - لو عاشقاني - حبيبي يا نور العين - ليلي نهاري»، ويعود بعدها ويقدم أغنية «تملي معاك»، «وياك» ثم يعود مجدداً ويقدم ميدلي آخر لبعض من أعماله الغنائية «راجعين - تعالي- متخافيش - شوقنا - ميال». وكانت الليلة الأولى في هذا الأسبوع شهدت مشاركة فنانين شباب آثرت شركة روتانا على تقديمهم للجمهور، لما يملكون من حس غنائي وحضور لافت في سماء الأغنية الخليجية. فقد بدأ الليلة الفنان الشاب عبدالسلام محمد أحد الوجيه الشابة التي تقدمها روتانا من خلال مبدأها الذي رسم وأكد ملامحها سعادة الأستاذ سالم الهندي رئيس روتانا في تشجيع المواهب واكتشاف مخزونهم الإبداعي. حيث قدم الفنان عبدالسلام محمد وهي المشاركة الأولى له في الحفلات الغنائية الرسمية والكبيرة، مجموعة من أغانية التي تفاعل معها الجمهور، وهي كما يلي: «ولهان»، «لك عين»، «يا قليي»، «ما شوف»، ليختتم فقرته بأغنية وطنية للكويت بعنوان «أحبك موت يا كويت» وسط تفاعل كبير من الجمهور الذي رفع الأعلام الكويتية. وأتى بعده الفنان الشاب مساعد البلوشي، قدم مجموعة من أغانية الجميلة منها «طالعين القمر»، «ما يسوون»، «طيرة»، ثم قدم أغنية «تأخرتي» للمطرب الكبير عبدالكريم عبدالقادر حيث تفاعل الجمهور معه بشكل واضح، ليكمل فقرته الغنائية بمجموعة أخرى من الأغاني منها «ولع»، «ورق خسران»، لختتم بأغنية «وطني الكويت» التي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير.