آلام في الركبتين * أم عبدالعزيز تسأل عن حالة ابنتها المراهقة التي تبلغ من العمر خمسة عشر عاماً وتشتكي من آلام في الركبتين في مقدمة الركبتين خصوصاً عند الجلوس لفترات طويلة أو عند الصعود من الدرج وقد استمرت هذه الآلام لبضعة شهور وتقلقها بشكل يومي وتسأل عن السبب وعن الحل؟ * على أغلب الظن أن ما تشتكي منه ابنتك هو آلام الركبة الأمامية الناتجة عن ليونة في غضروف صابونة الركبة. هذه الليونة تحدث عندما يزداد الضغط الحاصل على الغضروف الذي يغلف صابونة الركبة من الداخل مما يؤدي إلى ظهور الآلام والشعور بها خصوصاً عند الجلوس في وضعية التربيعة وعند صعود الدرج. أما أسباب ظهور هذه الآلام وهذه الليونة في صابونة الركبة فهي الجلوس في وضعية التربيعة لفترات طويلة أو الجلوس في وضعية القرفصاء لفترات طويلة أو وجود ليونة ومرونة زائدة في الأربطة المحيطة بالركبة. وبالنسبة للتشخيص فإنه يتم بعد الفحص السريري الذي يبين وجود آلام في منطقة الركبة الأمامية وخصوصاً عند الضغط على صابونة الركبة. كذلك يتم إجراء أشعة سينية لصابونة الركبة وفي بعض الأحيان قد يتم إجراء أشعة رنين مغناطيسي للركبة. وبالنسبة للعلاج فإنه يبدأ بالامتناع عن الجلوس في وضعية التربيعة أو وضعية القرفصاء لفترات طويلة والامتناع عن ثني الركبة ووضع الساق تحت الجسم عندالجلوس على الكنبة أو على الكرسي. كما يجب المحافظة على الوزن المثالي واستخدام الأحذية الطبية اللينة عند المشي لفترات طويلة. أيضاً يجب عمل برنامج علاج طبيعي شامل وكامل لتقوية عضلات الفخذ الأمامية المعروفة بالعضلة رباعية الرؤوس والتي تكون مسؤولة عن ثبات وقوة صابونة الركبة ويجب الانتباه لهذه الأعراض مبكراً ومراجعة الطبيب مبكراً لأن إهمالها يؤدي إلى تفاقم المشكلة وحدوث خشونة مبكرة في صابونة الركبة لا سمح الله. الخلع الولادي لمفصل الورك * الأخت نوف من الرياض تسأل عن حال ابنتها البالغة من العمر شهرين والتي تم تشخيصها مؤخراً على أنها حالة خلع وركي ولادي في الورك الأيمن وتسأل عن هذه الحالة وعن طرق علاجها ومدى خطورتها؟ * في الواقع أن حالة الخلع الوركي الولادي هي من الحالات الشائعة التي تصيب الأطفال والرضع وتكون نتيجة خروج رأس عظمة الورك من مكانها الطبيعي عند التقائها بمنطقة الحوض. هذا الخروج قد يكون جزئياً أو كاملاً. وهذه الحالة يجب التنبه لها وتشخيصها مبكراً في الأيام أو الأسابيع القليلة الأولى بعد الولادة لأن علاجها مبكراً يكون سهلاً أما في حالة التأخر في التشخيص والعلاج فقد تكون الخطة العلاجية صعبة نوعاً ما. وبالنسبة للتشخيص فإنه يتم الفحص السريري وكذلك بعمل أشعة سينية لمنطقة الحوض والوركين وأيضاً قد يتم اللجوء لعمل أشعة صوتية لمنطقة الورك. أما العلاج فيعتمد على مدى الخلع فقد يبدأ باستخدام حفاضتين بدلاً من حفاضة واحدة أو قد يتم اللجوء إلى استخدام ربطة طبية مخصوصة تباع في محلات الأجهزة الطبية وتوجد في المستشفيات الكبرى والهدف منها هو وضع الفخذ والساق في وضعية تضمن عودة رأس عظمة الفخذ إلى موقعها الطبيعي بحيث يكون المفصل مستقراً وثابتاً. ويتم لبس هذا الرباط الطبي لبضعة أسابيع أو شهور إلى أن يتم التأكد من ثبات المفصل وعدم وجود الخلع الوركي. وفي بعض الحالات المتقدمة أو المتوسطة قد يقوم الطبيب المعالج بأخذ المريض إلى غرفة العمليات حيث يتم إعادة مفصل الورك إلى وضعه الطبيعي تحت التخدير الكامل وبالاستعانة بالأشعة السينية وبالاستعانة بصبغة يتم حقنها داخل مفصل الورك للتأكد من عودته لوضعه الطبيعي. بعد ذلك يقوم الطبيب بوضع الساقين ومنطقة الحوض في جبيرة طبية لمدة ستة أسابيع على الأقل لضمان ثبات الورك. أما في الحالات التي تفشل فيها الخطة التي ذكرناها سابقاً فقد يتم اللجوء إلى التدخل الجراحي وذلك عن طريق جرح لا يتجاوز البضعة سنتيمترات في المنطقة الأمامية من مفصل الورك يتم من خلاله تنظيف لمفصل العظام لوضعها الطبيعي ومن ثم خياطة الجلد بطريقة تجميلية وبعد ذلك يتم وضع جبيرة طبية لمدة ستة أسابيع على الأقل. وفي الغالبية العظمى من الأطفال الذين يتم تشخيصهم وعلاجهم في الأشهر الأولى من الحياة تكون النتائج ممتازة ويتم تفادي المضاعفات المستقبلية ويعود المريض لوضعه الطبيعي ويكبر بشكل طبيعي وسليم بإذن الله. أما في الحالات القليلة التي لا يتم تشخيصها مبكراً وتصل لمرحلة البلوغ فإنه يتم إحالتها لطبيب العظام المختص للمفاصل لدى الكبار للعناية في المفصل ووضع الخطة العلاجية الازمة. وبصفة عامة فإن هذه الحالة ليست خطيرة وليست مخيفة وطرق علاجها متوفرة وناجحة بإذن الله.