وقع الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب فور دخوله إلى البيت الأبيض مرسوما تنفيذيا ضد قانون التأمين الصحي الذي وضعه الرئيس السابق باراك أوباما والمعروف باسم "أوباماكير"، مفتتحا بذلك سياسة قطيعة عرضها قبل ذلك على العالم في خطاب شعبوي وقومي. وبعدما أدى اليمين والقى خطابا في باحة مبنى الكونغرس (الكابيتول) وحضر العرض التقليدي الذي يلي تنصيب الرؤساء الأميركيين، وقع ترامب بسرعة بعد ذلك أول مرسوم يصدره في المكتب البيضوي. ووجه ترامب في المرسوم إدارته لمنح أكبر قدر ممكن من الاستثناءات من الإصلاح الصحي الذي أقر في 2010 ويكرهه المحافظون بسبب كلفته، بانتظار إلغائه من قبل الكونغرس. وافق مجلس الشيوخ الأميركي على تعيين أول وزيرين في إدارة ترامب، هما الجنرال جيمس ماتيس للدفاع وجون كيلي للأمن الداخلي، وقد أقسما اليمين في البيت الأبيض، وأعلن فريقه أن القرارات الكبرى الأولى لن تتخذ قبل الاثنين، ربما في مجالات الهجرة والمناخ والعمل. وغداة تنصيب ترامب الذي جذب مئات الآلاف من مؤيديه إلى واشنطن، شهدت الولاياتالمتحدة وعدد من دول العالم تظاهرات واسعة لمعارضي الرئيس الجديد بمبادرة من نساء عبر دعوة أطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي. ودشن آلاف الأستراليين والنيوزيلنديين من نساء ورجال أمس سلسلة التجمعات هذه، وتظاهر الرجال والنساء بالآلاف في سيدني وملبورن في أستراليا وفي ولينغتون وأوكلاند في نيوزيلندا في "مسيرة النساء" تعبيرا عن احتجاجهم على الازدراء الذي عبر عنه ترامب إزاء النساء. وأعلنت منظمات التظاهرات أن حوالي 300 "مسيرة شقيقة" ستجرى في مدن أخرى في الولاياتالمتحدة بينها نيويورك وبوسطن ولوس أنجلوس وسياتل، وأعلن شعراء وكتاب في حوالي ثلاثين ولاية أميركية ومدن في العالم عن قراءة نصوص أمام الحشود ل "إدانة ترامب". وتمت الدعوة إلى هذه التظاهرات عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وقد أطلقتها جدة تدعى تيريزا شوك المحامية المتقاعدة التي كانت مجهولة وتعيش قبل ذلك بهدوء في هاواي، وقال المنظمون أن حوالي 600 تظاهرة ستجري في العالم احتجاجا على تصريحات ترامب ضد المرأة وكذلك ضد المهاجرين والمسلمين. وكان أوباما وزوجته ميشيل قد غادرا واشنطن بعد أداء ترامب القسم متوجهين إلى بالم سبرينغز في كاليفورنيا حيث سيمضيان إجازة عائلية، وقال أوباما في آخر تصريحات له من قاعدة اندروز العسكرية في ضواحي العاصمة واشنطن "ان ديموقراطيتنا ليست مباني أو صروحا، بل أنتم".