غداة تنصيب دونالد ترامب الذي جذب مئات الآلاف من مؤيديه إلى واشنطن، شهدت الولاياتالمتحدة وعدد من دول العالم تظاهرات واسعة لمعارضي الرئيس الجديد بمبادرة من نساء عبر دعوة أطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي. ودشن آلاف الأستراليين والنيوزيلنديين من نساء ورجال أمس سلسلة التجمعات هذه. وتظاهر الرجال والنساء بالآلاف في سيدني وملبورن في أستراليا، وفي ولينغتون وأوكلاند في نيوزيلندا في «مسيرة النساء» تعبيرا عن احتجاجهم على الازدراء الذي عبر عنه ترامب إزاء النساء. وبلغت هذه التظاهرات ذروتها في واشنطن حيث اجتمع فيها نحو 200 ألف شخص في باحة مقر الكونغرس (الكابيتول) حيث تم تنصيب قطب العقارات الجمعة رئيساً للولايات المتحدة في مراسم حضرها كما قال خبير، ثلث الذين جاؤوا لتحية سلفه باراك أوباما عند تنصيبه في 2009. وأعلنت منظمات التظاهرات أن حوالي 300 «مسيرة شقيقة» ستجرى في مدن أخرى في الولاياتالمتحدة بينها نيويورك وبوسطن ولوس أنجلوس وسياتل. وأعلن شعراء وكتاب في حوالى 30 ولاية أمريكية ومدن في العالم عن قراءة نصوص أمام الحشود لإدانة ترامب. وتمت الدعوة إلى هذه التظاهرات عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وأطلقتها جدة تدعى تيريزا شوك المحامية المتقاعدة التي كانت مجهولة وتعيش قبل ذلك بهدوء في هاواي. وقال المنظمون إن حوالي 600 تظاهرة ستجرى السبت في العالم احتجاجاً على تصريحات ترامب ضد المرأة وكذلك ضد المهاجرين والمسلمين. ووقع ترامب الجمعة فور دخوله إلى البيت الأبيض مرسوما تنفيذيا ضد قانون التأمين الصحي الذي وضعه الرئيس السابق باراك أوباما والمعروف باسم «أوباماكير»، مفتتحاً بذلك سياسة قطيعة عرضها قبل ذلك على العالم في خطاب شعبوي وقومي. ووجه ترامب في المرسوم إدارته لمنح أكبر قدر ممكن من الاستثناءات من الإصلاح الصحي الذي أقر في 2010 ويكرهه المحافظون بسبب كلفته، بانتظار إلغائه من قبل الكونغرس. وخاب أمل الذين كانوا يتوقعون أن يروا ترامب «رئيسا» مختلفاً عن ترامب «المرشح». فقد بدأ ولايته باللهجة نفسها ووعد «بإعادة السلطة إلى الشعب». وقال: «اعتباراً من اليوم، ستكون أمريكا أولاً وفقط أمريكا!»، مشدداً على «قاعدتين بسيطتين هما شراء البضائع الأمريكية وتوظيف الأمريكيين». وتابع ملايين المشاهدين في العالم مراسم تنصيب ترامب. وتجمع عشرات الآلاف من مؤيديه الذين اعتمر معظمهم قبعات تحمل عبارات تعتبر شعاراً له، في منطقة «ناشونال مول». لكن اللقطات الجوية كشفت عن تعبئة شعبية محدودة بعيدة عن تلك التي سجلت عند تنصيب أوباما رئيسا في المكان نفسه قبل 8 سنوات. وحضر هؤلاء المؤيدون لترامب منذ ترشحه، وهم مقتنعون أنها بداية «عصر جديد». وبعد حفل التنصيب، تناول ترامب الغداء مع أعضاء الكونغرس. وخلال هذه المأدبة، أشاد بهيلاري كلينتون التي حضرت مع زوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون. وقال ترامب أمام المدعوين: «كان شرف لي أن أعلم أن الرئيس السابق بيل كلينتون وهيلاري كلينتون سيأتيان اليوم وأريد منكم أن تقفوا لهما». وصفق الحضور بحرارة للزوجين كلينتون. وخلال انتقاله في شارع بنسلفانيا بين مبنى الكابيتول والبيت الأبيض، خرج ترامب وزوجته ميلانيا ونجلهما بارون لفترة وجيزة من السيارة الرئاسية من أجل إلقاء التحية على الحشود التي رحبت بالملياردير بينما سمعت في الوقت نفسه صيحات استهجان، وكتب أحد المعارضين على لافتة حملها «حاول أن تكون رجلاً يستحق هذا المنصب». وليلا، شهدت الشوارع التي تتسم عادة بنظافتها الشديدة في وسط واشنطن، فوضى وأعمال شغب تمثلت في سلال قمامة وسيارات محروقة وواجهات زجاجية محطمة وقنابل مسيلة للدموع خلال مواجهات بين مئات المتظاهرين المعادين لترامب وعناصر الشرطة.