في عدد من دول العالم ومنها سنغافورة بدأت فكرة التعليم المستمر تأخذ حيز اهتمام أكبر لدى الحكومة، فالدراسة لسنوات ومن ثم الانقطاع عن التعلم لم تعد مجدية لا سيما في عصر تتسارع فيه وتيرة إحلال الوظائف التقليدية. نجحت الحكومة السنغافورية في تطوير مهارات مواطنيها الذين تجاوزت أعمارها الخامسة والعشرين بتزويدهم بقسائم مدفوعة الثمن للانخراط في دورة سنويا ضمن 500 دورة معتمدة، ونتيجة لمثل هذا الاستثمار يعد المواطن السنغافوري من الأعلى مهارة في العالم. التعليم المستمر وتطوير المهارات من خارج التخصص هما خارطة الطريق للمستقبل وبعض الشركات تحفز موظفيها على التعليم المستمر ومنها شركة (AT&T) التي عندما اضطرها التطوير التقني على استحداث 50 ألف فرصة عمل، حرصت على إتاحة بيانات الوظائف والمهارات المطلوبة لكل مهارة لموظفيها، وضخت مبلغ 30 مليون دولار لتطوير مهاراتهم كون الاستثمار فيهم أقل تكلفة من استقطاب كفاءات جديدة من خارج الشركة. حول العالم اليوم نوافذ عديدة للتطوير المستمر وبعضها تقدم دورات مجانية وأخرى بأسعار رمزية، وتوظف خبراء في مجالات مختلفة أو مدربين محترفين لتقديم الدورات، ومن هذه المنصات www.edx.org التي أسستها جامعة هارفارد وإم أي تي فضلا عن www.udemy.com و www.coursera.org التي ينخرط فيها ملايين الطلاب حول العالم يتعلمون من البرمجة لإدارة الأعمال واللغات وغيرها الكثير. البقاء للأكثر إبداعا ولمن يملك مفاتيح الابتكار، وهي خارطة الطريقة لسوق العمل والمستقبل، وهذا يتطلب تنويع المهارات وتكاملها بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل، فالحقيقة المرة إذا اقتربت ساعة التغيير لا يمكن الإلمام بالمهارات المطلوبة في غضون أسابيع أو أشهر وهذا ما يتطلب تغيير ثقافة التعلم ليتسنى للجميع الحياة بشكل مستقر.