سنت إدارة التحرير في جريدتنا هذه قانونا يقضي بتقليل عدد كلمات الزوايا والمقالات.. هبط نصيبي من اربع مئة كلمة إلى ثلاث مئة وخمسين.. بالنسبة لي سعيد أخو مبارك. قانوني في العمل أن أكتب في اليوم الواحد ما لا يقل عن ألف وخمس مئة كلمة، ستة أيام في الأسبوع.. ثلاثة أيام أخصصها للزاوية والثلاثة المتبقية لأعمال أخرى. لا أسمح لنفسي أن أفكر في الزاوية أو موضوعها في غير وقتها.. من الساعة العاشرة صباحا إلى الثالثة من كل يوم جمعة وأحد وثلاثاء.. في غير هذا الوقت لا يطرأ على بالي حتى أفكار للزاوية.. الانضباط في تعريفي هو الالتزام بوقت محدد، وطريقة تفكير محددة ومكان ثابت (تقريبا). كل الزوايا التي أكتبها طازجة يوماً بيوم. من النادر أن أستفيد من الأفكار التي يزودني بها زملائي وأصدقائي.. عندما أجلس على طاولة العمل تتبخر الأفكار المسبقة، وتتخلق أفكار جديدة.. إذا بدأت عملية الكتابة تأخذ فرص الإبداع في التقلص. كل كلمة تضعها على بياض الشاشة تحد من فضائك، تضيق الرؤية وتقصر مسافة الخيال، تنتقل عندئذ إلى عكس الكتابة، عملية التحرير. قرأت كثيرا من تجارب كتاب الرواية.. تعلمت حيلة مميزة يصبح فيها الكاتب جادا وخلاقا. إذا جلست على طاولة الكتابة أكتب ما يطرأ على بالك وبأي ألفاظ تريد.. تذكر لا أحد سيقرأ ما كتبت في هذه المرحلة.. صرت أكتب ما لا يقل عن ألف وخمس مئة كلمة ثم يبدأ العمل الحقيقي بالحذف والتبديل والإضافة حتى ينصاع النص.. الفكرة لا قيمة لها إذا لم تكن في صميم العمل، لا حضور لها خارج هذه الكلمات التي وصلتك محمولة عليها، كالحكاية في نص الرواية.. الحذف والتعديل والتبديل هي عملية الكتابة الحقيقية.. كشف الجمال المختبئ في الجمل والكلمات.. النحات لا يأتي بشيء من عنده، يزيل القبح الملتف على الصخور حتى يظهر الجمال الكامن في الحجر. لكي تكون كاتبا حقيقيا عليك أن تجيد استخدام برنامج word استخداما احترافيا. هكذا أرى الأمور.. كل ميزة في "الورود" سوف تقفز بك خطوة نحو الإبداع. يجب أن تكون سرعتك في الكتابة على لوحة المفاتيح احترافية. لكي تختبر نفسك هل تستخدم برنامج الورود بشكل احترافي أم لا، حاول أن تستخدم لوحة مفاتيح بدون حروف عربية.. إذا كانت أصابعك تتجه إلى الحروف والوصلات وعلامات التشكيل، وعلامات الترقيم وغيرها من ضروريات الكتابة بشكل تلقائي، ابعث لي بالنتيجة وسوف أرسل لك شهادة موثقة تقدمها للإخوة أعضاء لجنة جائزة نوبل.. وأبشر بالخير.