دعا أعضاء ديمقراطيون في الكونغرس الأمريكي يوم الاثنين لتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في محاولات روسيا التدخل في الانتخابات الرئاسية التي أجريت العام الماضي على غرار تلك التي حققت في هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولاياتالمتحدة. ووفقا لمشروع القانون الذي قدموه تحت عنوان "حماية ديمقراطيتنا" سيتم تشكيل لجنة مستقلة تضم 12 عضوا من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لإجراء مقابلات مع شهود والحصول على وثائق وتوجيه استدعاءات وتلقي شهادات من الجمهور للتحقيق في محاولات موسكو أو أي كيانات أخرى للتأثير على الانتخابات. ولن تشمل اللجنة أي أعضاء من الكونغرس. وهذا المقترح هو واحد من الدعوات العديدة من أعضاء الكونغرس لدراسة تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها دونالد ترامب على منافسته هيلاري كلينتون بالمخالفة لتوقعات استطلاعات الرأي. واحتفظ الجمهوريون أيضا بالأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب بنسب أعلى من المتوقع. وقال السناتور بن كاردين أبرز عضو ديمقراطي في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ خلال مؤتمر صحفي "لا شك أن روسيا هاجمتنا." وبدأ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يشعر بأنه محاصر بين رغبته في تحسين العلاقات مع روسيا ورغبات أعضاء الحزب الجمهوري المطالبين برد أكثر صرامة على ما تقول وكالات الاستخبارات الأمريكية إنه تدخل من جانب الكرملين في انتخابات الرئاسة الأمريكية. ويشير الاعتراف الضمني - الذي ورد يوم الأحد في تعليقات أدلى بها رينس بريباس الذي اختاره ترامب رئيسا لهيئة العاملين في البيت الأبيض - بأن روسيا وراء الاختراق الالكتروني لمؤسسات الحزب الديمقراطي إلى أن مجال المناورة المتاح أمام ترامب ربما بدأ يتقلص. وكان ترامب قد دأب على نبذ ما توصلت إليه أجهزة الاستخبارات الأمريكية من وقوف روسيا وراء عمليات التسلل الالكتروني خلال الانتخابات - وهو ما نفته روسيا - أو أنها كانت تحاول مساعدته في الفوز بانتخابات الرئاسة. غير أنه بعد تقرير وجهت فيه وكالات الاستخبارات الأمريكية اللوم الأسبوع الماضي إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول خبراء متخصصون في الشأن الروسي إن ترامب سيواجه مطالب متزايدة للرد باستخدام وسائل عسكرية ودبلوماسية واقتصادية وربما بعملية سرية بعد تنصيبه في 20 يناير. وقال نايل جاردنر من مؤسسة هيريتيج البحثية المحافظة في واشنطن والتي تتمتع بصوت مسموع في فريق ترامب الانتقالي "الإدارة الأمريكية الجديدة ستحتاج إلى تبني نهج أكثر تشددا بكثير." وقال الخبراء في الشأن الروسي إن الجمهوريين في الكونغرس الذين يخشون من اتجاه ترامب للمهادنة مع بوتين ربما يضغطون على الرئيس الجديد للامتناع عن تحقيق أهم رغبات الزعيم الروسي والتي تتمثل في تخفيف سريع للعقوبات الاقتصادية التي فرضت بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014 ودعمها للانفصاليين في شرق أوكرانيا.