تسعى المملكة لتحقيق رؤيتها الطموحة 2030، ولتحقيق هذه الرؤية كان لابد من إحداث بعض التغيرات الاقتصادية لحفظ الاقتصاد السعودي، واستقرار عيش المواطن، وتحقيق الرفاهية التي يطمح لها القادة والشعب. فحرصت المملكة على دعم المواطن ذي الدخل المتوسط وما دون، وذلك من خلال "حساب المواطن" المزمع انطلاقه في 1 فبراير المقبل، بهدف حفظ استقرار الأسرة السعودية بعد التغيرات الاقتصادية التي ستتبع برنامج "حساب المواطن". واستعدادا لهذه المرحلة، بحثت "الرياض" مع عدد من النساء السعوديات لأخذ أرائهم عن الوضع الاقتصادي الحالي وماهي تدابيرهم الوقائية، وما هي الآلية لترشيد الاستهلاك وإمكانية الاستفادة من "حساب المواطن" وذلك لأن المرأة تعد المتصرف الأول في ميزانية الأسرة والمهندس الديناميكي لها. المرأة هي المسؤولة بدأت علياء الشايع حديثها قائلة: المرأة لها دور كبير في ترشيد الاستهلاك في المنزل من كهرباء وماء وغيره خاصة في حال وجود أطفال، فيجب الاهتمام بإغلاق المحابس الكهربائية وأجهزة التكييف وأجهزة التدفئة التي تستخدم كثيرا حاليا، والحرص على توعية الخدم والعاملات في المنزل على الترشيد الاستهلاكي للماء والكهرباء. وأضافت: المرأة هي المسؤولة عن تدبير المصاريف المنزلية، فتهتم بترشيد الاستهلاك خاصة مع ضغط الاستهلاك في أوقات المناسبات والأعياد وغيره، كما تتم الاستفادة من التخفيضات الموسمية في وقت الحاجة؛ لأنه من المنتشر حاليا ظاهرة الشراء المبالغ فيه وقت التخفيضات بدون حاجة واضحة. وختمت حديثها: يجب توعية المجتمع والأسرة خاصة وتقبل التغيرات الحاصلة والمستقبلية والتفكير في خطط مستقبلية، فالمردود المادي سيتغير فيجب مراعاة هذا وإعادة النظر في آلية الصرف. وعي أفراد الأسرة ومن وجهة نظر مزنة العوني قالت: المرأة هي المتحكمة في الاستهلاك اليومي في المنزل، من ناحية الكهرباء والماء وجميع ما في المنزل تقريبا، فتسيطر على التبذير وتمنعه وتوعي أفراد الأسرة خاصة في حالة ذوي الدخل المحدود. وتابعت قائلة: في الوضع الحالي أصبحت السلع مرتفعة السعر فيجب الاهتمام بتدبير الميزانية حتى لا ينتهي المصروف المنزلي قبل انتهاء الشهر نفسه، فمصاريف الأطفال وفواتير الكهرباء والماء ومؤنة المنزل تتطلب اهتماما وتفكيرا كبيرين. فالوضع الحالي اختلف كثيرا، فاضطررت لتقليل العديد من المصاريف والاستهلاك في المنزل والمشتريات للأطفال، والتخطيط الاقتصادي للسياحة والنزهات. نشر ثقافة الترشيد في الاستهلاك وتضيف ورود عبدالله: الترشيد في استهلاك الكهرباء والمياه ونشر هذه الثقافة في المنزل، والاقتصاد في الصرف على الضروريات وتقليل الكماليات، إلى جانب دور مساندة المرأة العاملة في المنزل لتدعم دخل الأسرة وتنظمه. مؤكدة أن الوضع الاقتصادي الحالي لم يؤثر كثيرا على منزلها، لكن احتياطا للوضع القادم نحاول الترشيد في الاستهلاك والتعقل في الصرف. أصبح الناس أكثر تعقلاً كما قالت رنا: كان الناس في السابق يشترون بدون تفكير وبإسراف، لكن حاليا أصبح الناس أكثر تعقلا فيشتري الشخص ما يحتاجه فقط، خاصة في أوقات العروض والتخفيضات الموسمية ويبحث عنها. مشيرة إلى أن الوضع تغير عن السابق فأصبح الأفراد يقتصدون خاصة في الماء والكهرباء والمنتجات الغذائية، فيفكر قبل شراء السلعة هل هي حاجة أم لا؟ خاصة إذا كان سعرها مرتفعا. المرأة هي الدعامة الأولى ومن وجهة نظر منيرة: المرأة هي الدعامة الأولى في المنزل فتنظم الداخل والخارج للمنزل، لكن الاختلاف من منزل إلى آخر من ناحية الاستهلاك هو عدد الأسرة، فكلما زاد عدد أفراد الأسرة زادت حاجتها لترشيد الاستهلاك. وأضافت: انتشرت ثقافة الاستهلاك من عشر سنوات مع برامج التوعية الأخيرة والخطط المالية، لكن الغلاء المؤثر فعلا لم يمر علينا حاليا، فالوضع الحالي حتى الآن يعد جيدا. الأساس في كل شيء وعبرت رحاب العتيبي عن رأيها قائلة: المرأة هي الأساس في كل شيء فإذا الرجل أعطاها زمام الأمر في البيت أو حتى أعطاها جزءا من المسؤولية فهي تقوم بوضع ميزانية متوازنة لحياتهم، فالمرأة تعرف ماذا يحتاج البيت وماذا لا يحتاج من نواقص للأطفال ومواد غذائية وغيرها عكس الرجل تماماً، الرجل لا يصرف أكثر مما تصرفه المرأة فهي تعرف متطلبات الأسرة. وتابعت: هنا يكون دور المرأة في وضع خطة مجدولة لكل شهر بالأشياء الضرورية والإلزامية، كما يوجد أشياء ممكن تأجيلها إلى وقت آخر، كما أن التعاون بين الرجل والمرأة مطلب أساسي في كل شيء، أما في حال أن المرأة هي التي تعول الأسرة يجب عليها التوفير والاقتصاد. وأضافت رحاب: نحن نشأنا على عدم أهمية وضع أهداف والتخطيط ورسم إستراتيجية لحياتنا، فلو أردنا أن نحفظ اقتصادنا الأسري يجب أولاً وضع خطة محددة بميزانية لكل شهر تتضمن كل الاحتياجات الثابتة والمتغيرة فبهذه الطريقة يحفظ الشخص اقتصاده. وختمت قائلة: (الناس الآن أتجهت إلى الأعمال الحرة مع وظائفهم الثابتة وفعلاً وفروا دخلا ماديا آخر وكثيرون نجحوا، فالوظيفة لوحدها لا تفعل شيئا مع وضعنا الحالي فلابد من وجود مصدر ثانٍ لدخل مادي). تثقيف الأسرة في الترشيد الصحيح فيما أشارت مها ناصر: المرأة هي التي تحدد الاحتياجات الأساسية والكمالية في كل شهر، فبمقدرتها وشطارتها الموازنة في كل شهر. كما أضافت: حساب المواطن خطوة موفقة من الدولة لشعبها، قبل قرارات إلغاء البدلات والعلاوات نستطيع القول بأن الشخص لديه مدخر إضافي غير راتبه الأساسي، في حين إصدار القرار مع رفع قيمة الكهرباء والماء والبنزين. ورأت مها أنه يجب على رب الأسرة تثقيف أسرته في الترشيد الصحيح للاستهلاك ووضع سياسة مالية اقتصادية لاحتياجاتهم، فبهذين الأمرين يحفظ رب الأسرة الميزانية الاقتصادية. الاحتياج إلى أكثر من مصدر دخل كما قالت شيخة العتيبي: (أنا موظفة من فترة بسيطة اضطررت للبحث عن عمل حتى أساعد زوجي على تأمين حياتنا وحياة أولادنا، الوضع حالياً يحتاج إلى أكثر من مصدر لدخل مالي إضافي خاصة لأصحاب الدخل المعيشي الذين يتراوح معاشاتهم من 2000 – 6000 ريال. وتابعت: أكثرنا لا يعرف كيفية الاستهلاك الصحيح خاصة في أمور الماء والكهرباء فهي تهدر بشكل كبير وفوق الحاجة، أولاً يجب أن نتعلم الاستهلاك الرشيد حتى نجعل من أنفسنا قدوة لأولادنا ومن حولنا. أفضل جودة بأقل سعر بدأت أم بدر حديثها بمقولة مأثورة: (التدبير نصف المعيشة) وتابعت: تسعى المرأة إلى ما هو أفضل جودة بأقل سعر فهي أكثر شخص مراعاة لزوجها، المرأة التي تعرف كيف تدير حياتها وحياة أسرتها هي امرأة واعية وقادرة على ضبط الاستقرار المعيشي حتى لو كانت في ظروف قاسية، فالمرأة هي الدور الكبير والأساس في حياة الأسرة. وأضافت قائلة: لابد أن نتعامل بكل حزم مع الاستهلاك السليم ونعلم أولادنا بأننا لابد أن نأخذ حاجتنا وقدرنا من الكهرباء والماء ولا نسرف فيهما، مشيدة في ذات السياق ببرنامج "حساب المواطن" الذي سيسند الأسر ذات الدخل المتوسط ومادون، دون أن تتأثر بالتغيرات الاقتصادية المرحلية لتطبيق الرؤية الطموحة 2030. رحاب العتيبي المرأة هي المحرك الأول لاقتصاد الأسرة النساء مسؤولات عن حفظ اقتصاد الأسرة سعوديات مستبشرات في برنامج «حساب المواطن» المرأة المهندس الأول للاستقرار المالي داخل الأسرة شيخة العتيبي تتحدث ل«الرياض» (عدسة/ منيرة السلوم)