تتجدد مناسبة اليوم العالمي للغة العربية ومع كل إطلالة نعيد سؤال اللغة التي عجنتنا حتى صرنا صهرة في الكلمات، بقدر ما تتقدم به في مجالات بقدر ما تعاني من تحديات وصعوبات تزداد ضراوة مع الانفتاح الكبير الذي أصبحت كل لغة تقدم نفسها من خلاله لتصبح لغة عالمية لها حضورها الفاعل في اللقاءات الدولية! وكثيرا ما يتحدث المهتمون باللغة عن هذه التحديات الجوهرية ويقدمون حلولا ومقترحات علمية وتطبيقية! ورغم ما يبذلون ويقدمون تظل التحديات أعمق وتتجدد بشكل متسارع مما يستدعي أن يكون هناك موقف قانوني من بعض هذه التحديات يسعى إلى تعزيز مكانة اللغة خصوصا في المؤسسات التعليمية والحكومية! ذلك أن كثيرا من المسؤولين لا يدركون أن اللغة هوية وتاريخ وجود وأن التساهل في تمكينها هو تساهل في إثبات وجودنا باعتبارنا ذوات فارقة، ومن أهم الظواهر التي تهدد وجود العربية ظاهرة "العربيزية" التي صارت سمة للعاملين في الشركات والوزارات وبعض الجامعات بطريقة مقززة للغاية يعلن فيها المتحدث عن انصهار هويته وذوبانها في استسلام مهين لا ينتمي إلى العربية بمفرداتها وتراكيبها ولا إلى الإنجليزية بهويتها بل هو مزج تأنف منه النفس الأبية! إن الانفتاح الكبير مع الشبكات الاجتماعية بكافة أنواعها يمنحنا فرصة كبيرة لتعزيز مكانة اللغة العربية خاصة مع حجم المشاركات التي يسهم بها الشباب والفئات العمرية المتدنية! الذين يمكن أن نزرع فيهم اعتزازهم بهويتهم اللغوية من خلال الممارسات الجمالية للغة والكشف عن روح الانتماء التي تمدهم بهذه الطاقة في حب اللغة واستمرارية العطاء من خلالها. * عضو مجلس الشورى