إن إي نجاح في حياة كل شخص يصحبه العديد من الرؤى والخطط المنظمة والمحكمة، ووضع اللبنات الأولى لسير حياة جميلة خالية من أي معيقات تعتريها وتعكر صفوها.. وتكون في سياق متتابع وتدخلات تربوية وتعليمية وتثقيفية سواءً كانت على مستوى الفرد أو المجتمع. فالتدخل المبكر في حياتنا يجب أن يعيه كل شخص في جميع الجوانب الطبية والاجتماعية والتربوية والنفسية منذ فترة الحمل كبدايات للمراحل العمرية وحتى سن الرشد، بمعنى التدخل قبل فوات الأوان لأي عارض كان، وهذا سيحدث إجراءات متكاملة ومنظمة من التوعية العامة وإحداث التغيير نحو الأفضل. وعدم الانتظار حتى ظهور الأعراض السلبية. وتعتبر المراحل العمرية الأولى مهمة جداً في تشكيل البناء العقلي واللغوي والحركي والسمعي والبصري لسلوكيات ونمو أطفالنا وأبنائنا. وعادة تكون في تدريب وتهيئة الأسرة على الاطلاع وزيادة الحصيلة اللغوية لهم وتتمثل في تقديم خدمات منزلية وتمتد إلى المراكز الصحية أو المستشفيات لمتابعة الأعراض الصحية التي تحتاج متابعة دورية أو ضرورية، كذلك خدمات ما قبل المدرسة التي تعتبر مهمة جداً في التهيئة والاستعداد، وتلعب رياض الأطفال دوراً مهما في هذه المرحلة. ويمكن إيضاح بعض ما يتطلب نحو خدمات التدخل المبكر قبل الولادة أو أثناء الولادة أو بعد الولادة. بما قد يؤثر نحو ما يعيق مشاكل النمو، وتقديم النصائح الضرورية للحيلولة لمنع تفاقم أي إصابة أو أعراض نفسية او اجتماعية. حياتنا ملك لنا يجب نعمل على تكيفها ومسايرتها نحو الأفضل وأن نحافظ عليها ولا نهملها، فالاستشارات مطلب ضروري والتوعية مجلب لتلك الحصيلة الإثرائية والمفيدة لخلق مجتمع سليم خالٍ من كل ما يشوبه من عدم الرضا أو الإحباطات من تكرار تجارب الفشل والإهمال واللامبالاة فيما يحدث وسيحدث. فصحة أبنائك وصحة المجتمع كاملاً يسبقها تدخل أياً كان نوعه. الحياة جميلة إن امتزجت بسعادة دائمة وراحة في الأبدان وهذا يحدث بعد توفيق الله عز وجل. يجب أن تعي وتثقف وتبحث عن التعليم والتدريب وتعديل السلوكيات غير المرغوبة في حياتك؛ فحياتك أمانة وفلذات أكبادك جنة فحافظ عليها. فكلما كان التدخل المبكر مبكراً يعتبر أفضل في جميع الجوانب أي أنه وقائي مراعياً بذلك الجوانب النفسية المهمة في التكيف الاجتماعي، التي تعزز بطبيعة الحال نمو وتطوير الطفل منذ السنوات الأولى وتكوين الدعم والمساندة للأسر في المقام الأول؛ لأنهم بذلك سيدربون أطفالهم عند نشوب أي عارض لا قدر الله، وعندئذ ستكون هناك خلفية وتعزيز للسلوكيات الإيجابية والتقليل من مشاعر التوترات والإحباطات التي قد تحدث وتجعل الفرد أياً كان مكتوف اليدين في صراع نفسي وقد ينقل ذلك إلى البيئة القريبة منه. فستمر تلك الدوامة بدون حلول. اللحظات الأولى هي الأهم، في تقديم التدخل تباعاً للمسمى، فالوقاية خير من قنطار علاج. يجب الاهتمام بخدمات التدخل المبكر والتي تقدم للوالدين والمتخصصين وكذلك الأسرة والمجتمع بشكل عام، ومن ضمن تلك الخدمات: الخدمات الطبية التي تقدم وتأتي من خلال توفير التطعيمات اللازمة وتوفير نظام صحي متكامل من خلال التوعية العامة بمجالات الإعاقة. والاهتمام بالتغذية السليمة وعدم الإفراط أو عدم تنظيم في العقاقير والأدوية التي تصرف للفرد. أيضا الخدمات النفسية التي هي جزء كبير من تكوين شخصية ونمو السلوك لدى الطفل واتزانها مؤشر يجب الوقوف عنده ومراعاتها وعدم التأثير عليها بما يحدث اضطهادها، وقد تستخدم التشخيصات والاستشارات قبل تفحل العارض أو المشكلة وبالتالي تقديم الخدمة بالشكل المطلوب لها، وتدريب الوالدين على ذلك. أيضاً حضور الندوات والمؤتمرات والاهتمام بالبحث العلمي والاطلاع على كل ما يخدم ويزيد الحصيلة المعرفية في التدخل المبكر الذي يعتبر حجر زاوية في أي تخصص كان، حتى بالأمور الحياتية وسبل التعايش وتقبل الثقافات التي تؤخر أي تقدم ملحوظ تراه مناسباً ومجدياً نفعاً. عملية الاهتمام بالذات هي دليل مؤكد على تدخل نحو تعزيز إيجابي يقود حياتك وأسرتك ومستقبلك ومجتمعك نحو الأمثل. لا تثبط ولا تجعل الدنيا همك. أملنا أن يكون هناك اتخاذ قرارات بتوفر جميع التخصصات التي يحتاجها مجتمعنا لتذليل الصعوبات وتقديم كل الخدمات التي تطرأ في الميدان التربوي الذي يزخر بالعديد من الكوادر التي ستثبت إبداعها، لكي تساير الدول المتقدمة وتثبت نجاح التدخلات التربوية بجميع مجالاتها الطبية والبيئية والتربوية والمهنية والأكاديمية ونشر تلك الثقافات المبهرة التي تجعل حياتنا سعيدة وأطفالنا ومجتمعنا دائماً بخير.