جمعتني الصدفة خلال الأسبوع الحالي بمقابلة عضو شرف نادي الهلال بندر المقيل الذي له مساهمات فاعلة في تبني بعض الاعمال الخيرية التي ينظمها النادي من وقت لآخر، وفي مثل هذه اللقاءات لا بد أن تستحوذ الرياضة على النسبة العالية من الحديث والنقاشات. وأثناء الحديث لمست منه استياء كبيرا من بعض الممارسات التي تشهدها اغلب مباريات الدوري السعودي، خصوصاً ما يتعلق بالتذاكر وحضور المباريات، وذكر أنه يفضّل دائماً شراء تذاكر المنصة للمباريات التي يرغب في حضورها هو أو أي أحد من ابنائه، وكان يشتري التذاكر بغض النظر عن سعرها، بحثاً عن القيمة المضافة التي تتيح له ولأبنائه الاستمتاع بالمباريات. ويقول: "البحث عن التميز والقيمة المضافة عند مشاهدت المباريات يفسدها تصرفات غير مسؤولة من المنظمين في الملعب والشركة الراعية التي تهتم وتركز كثيراً على الربح المادي بعيداً عن أي امور اخرى"، ودلل على ذلك" أنه في مباراة الوحدة السابقة حضر المباراة يرافقه ابنه بعد أن اشترى تذكرتين للمنصة بقيمة 600 ريال للتذكرة الواحدة". وأضاف: "تفاجأت من عدم وجود مقاعد شاغرة للفئة التي اشتريت تذاكرها"، ولتدارك الموقف اضطرت الشركة المسوقة للنادي أن تطلب من بندر التوجه لمقاعد أخرى قيمة تذاكرها أقل من الفئة التي اشتراها، وعلى الرغم من عدم موافقته إلا أنه كان مضطرا للقبول كخيار متاح امامه والجدال لن يأتي بنتيجة معهم. المشكلة لم تنته عند هذا الحد بل ادخل المنظمون بشكل مفاجئ عددا من الجماهير للمنصة من دون أن يدفعوا قيمة التذاكر، والغريب ان هؤلاء الذين دخلوا بالمجان لم يجدوا مقاعد شاغرة مما حدا بالشركة المسوقة أن تحضر كراسي اضافية بشكل جعل صاحبنا يستغرب المنظر ويستاء من الحادثة. بهذا الاستغراب ينتهي حديثه ويتبادر لنا تساؤل كبير جداً لإدارة الهلال، إلى متى وأنتم تتفرجون على تصرفات الشركة المسوقة التي لا يهمها الا الجانب المادي وكيفية كسبه بغض النظر عن علاقة النادي مع جمهوره؟ ألا تعلم إدارة النادي أن الأندية العالمية تقدم الغالي والنفيس حتى تكسب رضا الجماهير وتبني معهم علاقة طويلة الأجل، هل تعلم أن تصرفات فردية أو تسويقية بدافع الطمع ربما تجعل هناك فتور بين النادي وجمهوره؟!! إن كانت الادارة تعلم من دون أن تحرك ساكناً فتلك مصيبة وإن كانت لا تعلم فالمصيبة أعظم. في الختام أذكّر بأن التنظيم هو أساس كل عمل ناجح، والتفاصيل الصغيرة يجب الاهتمام بها لأنها هي من يصنع المشاكل والفجوات بين أي ناد وجماهيره، ومن المهم جداً ان يكون هناك فريق عمل في الأندية متفرغ لمثل هذه التفاصيل التي يجب أن لا تتكرر في أي عمل ثم تفسده.