الخوف غريزة لدى الإنسان تشعره ب«الخطر» وتحميه من إلقاء نفسه إلى التهلكة، وتجاهل هذه الغريزة بشكل تام قد يؤدي إلى الموت، وفي تلك اللحظة التي يدخل فيها الإنسان ذلك الطريق يدرك حقيقة أن «شعور الخوف» ليس عبثاً، وهذا هو حال من يغامر بنفسه وسط الأودية والمناطق المتأثرة من السيول والأمطار بلا وعي ولا إدراك أن ذلك خطر عليه ربما ينهي حياته في لحظات. علينا أن نفهم ونفرق بين «الاستمتاع» و«المغامرة» بالنفس، ففي الوقت الذي تقرر التنزه ستكون مسؤولاً عن حماية نفسك والنأي بها بعيداً عن مناطق الخطر دون أن يؤثر ذلك في درجة استمتاعك، فأنت حينما تملك القرار والمسؤولية ستنظر إلى أن الخوف جزء من أدواتك خلال رحلة التنزه، ولا يمكن أن تتجاهله بأي حال من الأحوال، فذلك ليس جبناً بل مسؤولية وحماية للنفس حث عليها ديننا الحنيف. الدخول في مناطق الخطر دون الاكتراث يؤثر عليك بشكل أو بآخر، أقل درجات التأثير هي أن تبقى متوتراً حينما يتصاعد الموقف معك، في حين تصر على تجاهل الشعور بالخوف، وهنا تفتقد إحساس المتعة وربما يفضي الأمر إلى كارثة، فلا فائدة أبداً من الدخول في دوائر الخطر والمغامرة غير المحسوبة خصوصاً وأن السيول لا ترحم... لذلك احذر ولا تجازف!.