شددت أستاذة الذكاء الاصطناعي بكلية الحاسبات وتقنية المعلومات بجامعة الملك عبدالعزيز د. فاطمة عبدالرحمن باعثمان على أنّ بناء عماد أي مجتمع على اللغة المستخدمة في جميع فروع العلوم المعرفية وفي تطوير مهارات التواصل وصناعة الثقافة سواء أكانت لغة إنسانية طبيعية أم لغة برمجية تقليدية، برمجية طورية، جاء ذلك ضمن الورقة النقدية التي حملت عنوان "الذكاء الاصطناعي في خدمة اللغة العربية مجالات ومسارات"، قدمتها في أمسية قدمتها بأدبي جدة أدارها الناقد د. محمد ربيع الغامدي. وأوضحت د. باعثمان أنّه من خلال اللغة يتم إنتاج المعرفة، والتواصل الفكري وصياغة العلم والحضارة، ولا يمكن أن يتم انفتاح مجتمعنا العربي على الثقافات والعلوم المختلفة دون دعم التنمية الفكرية والحراك الجاد للترجمة في الحقول العلمية والتقنية والإنسانية الحديثة، أو دون تقنين النشر الإلكتروني باللغة العربية وبناء الخبرات في البرمجيات المتقدمة والبيئات الطورية، ودعم البحث والابتكار لتشكيل لغة الحوار المعرفي والتطبيقات اللغوية الإدراكية المعتمدة على المعالجات الحاسوبية وعلم الذكاء الاصطناعي؛ من أجل إنتاج المعرفة باللغة العربية في الوطن العربي، مبيّنةً أنّه من هذا المنطلق كانت فكرة التمثيل المعرفي للغة العربية، الذي بنيت أساسياته باستخدام مفاهيم علم الذكاء الاصطناعي. ولفتت إلى أنّ البحث يعتبر في جوهره لغوي "فونولوجي"، "أكوستيكي"، إحصائي، رياضي، حاسوبي، تم إنتاجه من خلال تصميم نموذجين الأول لكائن لغوي والآخر إحصائي للتنبؤات اللغوية، منوهةً أنّ التقدم التقني فرض علينا بذل محاولة جادة نحو الإنفاق الاستثماري البحثي بهدف توطين التقنية ولكن من الواضح أنه لم يعطي ثماره المتوقعة على المستوى التقني في الأعمال والثقافة أو تحسين وضع اللغة على اجتماعيا، وحيث أن التخطيط العالمي يتبنى استمرار وتطوير التقنية والتقنيات الطورية على كافة المستويات بصورة مدروسة، وبما أن اللغة هي الوسيلة الأساسية للتواصل بين البشر وبين الإنسان والآلة وفيما بين الآلات مع بعضها البعض مستقبلاً فسوف تظهر لغات جديدة تحتم علينا تطوير اللغة العربية لمواكبة التقنيات الابتكارية اللغوية الطورية. وتجلت أهمية الدراسة التي قدمتها د. باعثمان في طرح بعض الحلول التطبيقية لتحقيق التوافق بين أهداف تعلم الآلة والإنسان، وعليه، فقد كان لهذه الورقة ثلاث أهداف رئيسة مع التركيز على منظور المدى الزمني في علم الذكاء الاصطناعي. من خلال عرض نموذج مبسط لجدول لغوى معرفي مبني علي دراسات إحصائية وحاسوبية واكوستيكية، واقتراح نموذج كائن تقني لغوي ذكي متكامل يربط بين اللغة العربية والتقنية، وإيضاح نتائج تأثير ذلك على بنية المقطع في اللغة العربية وعلاقة الأحرف، وتقديم توصيات وحلول لتطوير اللغة العربية بمساهمة المختصين ومحبين اللغة العربية.