نعيش اليوم في زمن السرعة والتكنولوجيا الحديثة الذي غيّر مجريات الحياة وصارت في تطور واتساع كبير عن طريق شبكة الإنترنت التي تحولت إلى ساحة فيها الأفضل والأسوأ.. وأصبحت الأحاسيس الشِّعرية والمشاعر التي يترجمها الشعراء في وقتنا الحاضر إلكترونياً. وغابت هذه المشاعر التي كانت تُسمع في السابق من الشعراء أنفسهم مباشرة سواء في المجالس أو المنابر أو المناسبات أو اللقاءات، والتي كان لها وقع وتأثير كبير في النفوس. ولا نزال نتوق إلى الاستمتاع لهذه الأشعار الجميلة، وبعذوبتها وأصالتها من الشعراء انفسهم على أرض الواقع فتصل هذه المشاعر وهذه الأحاسيس مباشرة من القلب إلى القلب.. ولكن في هذا العصر الذي تتوفر فيه جميع مقومات الحياة اليومية تحولت من الجوال إلى الجوال!!، وغاب قوّة تأثيرها على النفسية والمشاعر البشرية، وفي هذا الاتجاه يقول الشاعر جمعان خلف الرشيدي متأسفاً على حال الشِّعر: الشِّعر صار بساحة القوم منهان كلٍ عليه اليوم ناره شعلها صابه مرض معدي من فلان وفلان لين ان روحه بان فيها شللها وبدون شك إن التطبيقات الإلكترونية ساهمت بشكل كبير في سرعة انتشار القصائد وتسويقها مما دفع الكثير من الشعراء للرغبة الجارفة في استخدام هذه الوسائل لترويج إبداعاتهم والوصول إلى الجمهور مباشرة والتخاطب معهم ولكن عن بُعد مما أفقدها الجمال والمتعة، والإحساس بسماع مباشرة وعن قرب من الشاعر نفسه. ولأن الشِّعر الحقيقي المبني على قوة الحبك والسبك المتميز بالجزالة وصدق العبارة عندما نسعمه يلامس مشاعرنا ويحاكي عقولنا ونعيش معه أجمل اللحظات فالشِّعر الصحيح كما قال الشاعر عوض القوانه: الشِّعر مالمس المشاعر والمسامع بارتياح ماهو كلامٍ هنا يدخل ويطلع من هنا الشِّعر مجموعة مشاعر تجمع افراح وجراح قيفان واوزان وبحور وفكره وسبك وبنا الشِّعر طيرٍ فالوجود يحلّق بليا جناح ماله علاقه في شكل او لون أو فقر وغنا