من المعروف أن أكثر ما يضايق الشاعر حال إلقاء قصيدته الشعرية عندما يصرف الجمهور النظر عنه.. وهذا هو الحال الواقع في معظم أمسيات الأفراح، وذلك بسبب انشغال الحاضرين بالسلام والمباركة في هذه المناسبة التي تمت دعوتهم إليها. وفي هذا الاتجاه يقول عبدالله بن شايق رحمه الله: أنا ما أتكلم لين أشوف الرجال سكوت على شان كلٍ ينتبه لي.. ويوحيني وقد لفت انتباهي اعتذار كثير من الشعراء بعدم المشاركة النهائية في مثل هذه الأمسيات التي لا تخدم الشاعر.. بل إن وجوده فيها يهفو به إلى مدارك الهوان وعدم احترام الشّعر، والنزول به، بينما هناك شعراء استطاعوا - بعد توفيق الله - الارتقاء به، وبالذائقة الشعرية عن سفاسف ما يقلل من الشاعر ومن شِعره يقول جمعان خلف الرشيدي: الشّعر يبحث هن هويه وعنوان هويته ضاعت.. ولا له بدلها الشّعر صار بساحة القوم منهان كلٍ عليه اليوم ناره شعلها صابه مرض معدي من فلان وفلان لين إن روحه بان فيها شللها وفي تصوري أن القرار الذي يتخذه الشاعر بعدم المشاركة النهائية في مثل هذه الأمسيات قرار صائب، فالشاعر المحترم هو من يحترم شِعره ويقدّر هذه الموهبة التي حباها به الخالق، فالشّعر كما تقول الشاعرة الدكتورة مناير الناصر: (ما زال الشعر ينطلق من مختلف الألسنة في السهول والحزون، والنجاد والوهاد، لا يعترض سبيله من الظل سحاب، ولا من السوار حجاب. يجري الشعر على الألسنة في وطننا الواحد، كما يجري الماء في الغُدران، أو كما يسير الوحش في بوادينا آمناً في جبالها، وكما يطير الطير صادحاً في أجوائها، لا يحبس الأول عرين موصود ولا الثاني قفصٌ محدود. وهذا هو المعنى الذي يتداعى إلى ذهننا عند قولنا "الشعر سجل العرب" لأن قاعدة الشعر المضطردة هي التأثير).. انتهى. وكلما حافظ الشاعر على احترام نفسه والاعتزاز بشعره سوف يزيد من علو شأنه، ويعزز مكانة الشّعر بين المجتمع، ويحظى باحترام الآخرين له والإجلال المستحق. قبل النهاية للشاعر عبدالله عبدالرحمن السلوم: المظهر اللي ينخدع به كثيرين أنا يساوي في حياتي ولاشي ما ينخدع قلبي بما يعجب العين هذي حقيقة مذهبي دام أنا حي والناس كلٍ له بفكري موازين أميّز الصايب .. وأميّز هيل الغي كم واحدٍ نفسه دنيّه .. ومسكين وهو يغرّك بأحسن اللبس والزي