أرقام «الإحصاء».. والدوسري.. وصناعة المُستقبل    الابتكارات ومعضلة الهيكل التنظيمي    تركي آل الشيخ وطريق النجاح    العراق وترمب.. لا منطقة رمادية    من إدلب إلى دمشق!    إدارة الإطفاء في لوس أنجليس: ما زال خطر الحرائق قائمًا    انطلاق دوري الفرسان التطويري بمشاركة 36 فريقاً    مفوض الإفتاء بمنطقة جازان أثناء استقبال محافظ الداير له " على عاتقنا مسؤولية الوقوف كدرع منيع لحماية هذا الوطن "    هل أطفالنا على المسار الصحيح ؟!    دول أوروبية تدعو لتخفيف العقوبات على سورية وإبقائها على الأسد    تحديث وإنجاز    لاتيغان يوسع الفارق مع الراجحي في رالي داكار    اختبار أخير لجوميز الأهلي    رئيس وزراء اليونان يُغادر العُلا    «الشعر في عسير».. قصائد تحولت صوراً فوتوغرافية    حارسة المسرح    انطلاق المؤتمر الدولي الخامس للغة العربية    أسهم أوروبا تنخفض وسط تكهّنات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية    33.75 مليار ريال مذكرات تفاهم واتفاقيات بأول أيام منتدى اكتفاء    %54 رعاية متخصصة لمراكز السكري    السعودية واليونان.. علاقات ممتدة وفرص واعدة    مشروع نظام رعاية الموهوبين على طاولة الشورى    "سعود الطبية" تُنقذ 600 مريض يعانون من النزف الهضمي في 2024    هيئة الهلال الاحمر السعودي بنجران تتلقى 12963 بلاغاً خلال عام 2024    لبنان يختار ال"العون" وال"سلام"    فيصل بن مشعل يزور محافظة أبانات ويلتقي الأهالي    نائب أمير منطقة تبوك يطلع على تقرير عن موشرات الأداء التعليمي بالمنطقة    فليك: فخور باللاعبين والجماهير أذهلتني.. وآنشيلوتي بغضب: نستحق الخسارة    وزير الطاقة: العلاقة التكاملية بين قطاعي الطاقة والصناعة محفزة للتنمية الصناعية المستدامة بالمملكة    حرس الحدود بتبوك تحبط تهريب 77000 قرص من مادة الأمفيتامين المخدر    الشباب والهلال يتألقان في ختام بطولة المملكة للتايكوندو،    أكثر من 51 ألف مستفيد للخدمات الصحية بمستشفى القويعية لعام 2024    فيصل بن بندر ومحمد بن عبدالرحمن يعزيان في وفاة بدر بن حشر    ختام مؤتمر مبادرة رابطة العالم الإسلامي لتعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة    وصول الطائرة الإغاثية السعودية العاشرة لمساعدة الشعب السوري الشقيق    استخدام الجوال يتصدّر مسببات الحوادث المرورية في حائل    بلدية محافظة عقلة الصقور تختتم فعاليات "شتاء قطن" بنسخته الثانية    انخفاض درجات الحرارة على منطقتي الرياض والشرقية اليوم    1345 دار نشر من 80 دولة تشارك بمعرض القاهرة الدولي للكتاب    الأمير سعود بن نهار يلتقي مدير إدارة المساجد بالمحافظة    مواد إغاثية سعودية للمتضررين في اللاذقية    «سهيل والجدي» ودلالات «الثريا» في أمسية وكالة الفضاء    شبح الهبوط يطارد أحد والأنصار    نغمة عجز وكسل    اعتماد اللائحة التنفيذية لنظم مقاومة التصاق الشوائب    المسجد النبوي يحتضن 5.5 ملايين مصل    السباك    هل نجاح المرأة مالياً يزعج الزوج ؟!    في موسم "شتاء 2025".. «إرث» .. تجربة ثقافية وتراثية فريدة    واتساب يطرح علامة تبويب خاصة بمحادثات «AI»    الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية في غزة    جميل الحجيلان    هل أنت شخصية سامة، العلامات والدلائل    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على والدة الأميرة فهدة بنت فهد بن خالد آل سعود    مباحثات دفاعية سعودية - أميركية    أمير القصيم يشكر المجلي على تقرير الاستعراض الطوعي المحلي لمدينة بريدة    الديوان الملكي: وفاة والدة الأميرة فهدة بنت فهد بن خالد آل سعود    القائد الذي ألهمنا وأعاد لنا الثقة بأنفسنا    









تكامل المعلومات لتقييم عادل للاحتياطيات والعجز
آفاق
نشر في الرياض يوم 14 - 11 - 2016

عندما يحاول أي محلل أو متخصص مناقشة المواضيع الخاصة بميزانية الدولة وتطور الاحتياطيات والعجز فإنه يعتمد على ما يُعلن ويُنشر من مراسيم وتقارير لوزارتي المالية والاقتصاد والتخطيط ومؤسسة النقد عن الإيرادات والمنصرف الفعلي المحتسب على الميزانية وأرقام عامة عن مقدار الفائض والعجز والدين العام وما تتضمنه تصريحات بعض المسؤولين وفق مصطلحات قد يختلف مفهومها ونطاقها بين مسؤول الجهة والمتلقي سواء محلل مالي أو مواطن أو جهة إعلامية واقتصادية، وفقا لما تطبقه الجهة الحكومية من معايير محاسبية حكومية تختلف في بعضها عن المحاسبة التجارية المتعارف عليها، ومع ملاحظة الزيادة بمستوى الشفافية خلال السنوات الأخيرة في البيانات التي تُنشر، إلا أنه مازال هناك نقص في بعض المعلومات التي تمكننا من التوصل إلى نتائج دقيقة في مثل تلك الجوانب وإبداء الرأي بشكل جازم عن مستوى التطور بالارتفاع أو الانخفاض وأسبابه.
ففي حقيقة الأمر فإن الكثير من الأرقام التي تعلنها الدول عن حجم استثماراتها وديونها عبر جهاتها أو بنوكها المركزية -ومنها مؤسسة النقد- ليست لدينا المعلومة الصحيحة عن القيمة الحقيقية الحالية لتلك الاستثمارات سواء كودائع بعملات مختلفة أو سندات أو أسهم وصناديق استثمارية أو عقارات.. وهل هي مسجلة بسعر التكلفة أو بالقيمة السوقية وقت نشر التقرير عنها؟ لكون تلك الاستثمارات العالمية قد تم البدء فيها منذ سنوات طويلة شهد خلالها الاقتصاد العالمي تقلبات حادة مثل أزمة 2008م وانخفاض قيم العديد من البنوك والشركات والصناديق الاستثمارية الضخمة أو بانخفاضات كبيرة حدثت بعملات مؤثرة على حجم الودائع والقروض الممنوحة، وبالتالي فإن أرقام الاستثمارات والقروض والموجودات النقدية وغيرها بشكل عام لا تمثل الدقة بقيمتها أهمية كبرى خلال فترة تحقيق الدولة لفوائض مالية لكونها ستستمر كاستثمار يتزايد يغطي النقص بقيمتها الفعلية، ولكن يختلف الوضع خلال فترة العجز بالميزانية والحاجة إلى سيولة نقدية عبر البيع الفوري لجزء من الاستثمارات بالقيمة الحالية وخصوصا إذا كانت قيمة الشراء أعلى من قيمة البيع أو نقص في أسعار الصرف، فإن ذلك سيحدث انخفاضا مفاجئا بالموجودات والعكس صحيح! وبالتالي فإنه ليس من السهل الجزم بالقيم الحقيقة للاستثمارات وتطورها بالانخفاض والارتفاع وفقا للأرقام المعلنة وبدون إيضاح سياسات التسجيل ومعلومات تفصيلية لا يمكن إعلانها للعموم كما نراها بقوائم البنوك والشركات! ومن جانب آخر فإن الأرقام التي تعلنها مؤسسة النقد لا تشتمل فقط على أموال الدولة واستثماراتها بل تشتمل على الاستثمارات الخارجية للتقاعد والتأمينات والبنوك وأرصدة اعتمادات .. وبالتالي مازالت الأرقام غير دقيقة وواضحة عن المتغيرات بالاستثمارات والاحتياطيات الخاصة فقط بالدولة لكي نعطي رأيا محددا عنها أو نؤيد أو نرفض هذا الرأي.
ومع قرب نهاية السنة المالية للدولة تكثر التحليلات والتوقعات من المحللين ومراكز الأبحاث بالبنوك والشركات عن مستوى الإيرادات والمنصرف الفعلي للسنة الحالية ومقدار العجز وأرقام الميزانية القادمة، وهي تحليلات تعتمد على تقديرات متباينة بين تلك المراكز عن الإيرادات وفقا لتقدير مستوى إنتاج النفط وأسعار البيع والإيرادات الأخرى وأيضا للمنصرف، وكاجتهادات عامة قد تتوافق بعضها مع الرقم المعلن على الرغم من اختلاف مكوناته عما تم الاعتماد عليه من أرقام وتوقعات وما يتم توريده فعلا من أرامكو للخزينة العامة وفق النسبة المحددة من الأرباح بعد حسم التكاليف ونفقات الاستثمار! كما أنه قد توجد نفقات ومصروفات يتم الالتزام بها وفقا للحاجة والظروف لم تتضمنها الميزانية المعلنة، وهو ما يفرض علينا أن يكون هناك حذر عند تناول مثل تلك البيانات والنتائج التي يتم التوصل إليها أو أيضا عند الاعتراض على ما يطرح من آراء لعدم توفر المعلومة الدقيقة التي تثبت أو تنفي الأرقام المختلف عليها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.