غير تنظيم داعش الإرهابي بوصلته من الاتجاه للتغرير بالشباب للقيام بالعمليات الانتحارية الى الوافدين، وجاء هذا التغير بعد زيادة نسبة الوعي لدى الشباب من أبناء الوطن بمخططات عناصر هذا التنظيم الإجرامي وما يحيكه من شر ضد هذا الوطن وابنائه اضافة إلى النجاحات المتواصلة التي تسجلها الأجهزة الأمنية في كشف كثير من العمليات قبل وقوعها، مما جعل التنظيم الارهابي يتراجع عن استقطاب الشباب السعودي في عملياته الأخيرة والتي كان آخرها المحاولة الفاشلة لاستهداف ملعب الجوهرة بجدة عن طريق أربعة عناصر جميعهم وافدون. استقطاب خارج المدن ويرى د. محمد المشوح -مستشار قانوني- ان هناك تناغماً بين تنظيمي «داعش» و»حزب الله في الحجاز» الإرهابيين، مؤكداً ان هذا التناغم واضح بين هذه الخلايا التي تضمر الشر للمملكة وللمسلمين، وان هناك محاولات يائسة لتنال من رجال الأمن الذين حققوا نجاحات متعاقبة استباقية، وهذا مؤشر إيجابي لطمأنة المواطنين والمقيمين، مبيناً ان تصاريح وزارة الداخلية تؤكد ان هناك تناغماً وتوافقاً بين هذه التنظيمات في التخطيط والرغبة والهدف، مرجعاً د. المشوح، دخول أسماء اجنبية والزج بها، لوجود أعداد كبيرة منهم في المملكة. الدور الإيراني وقال د. المشوح: إن خلايا داعش وما يسمى بحزب الله في الحجاز مختلفة الجنسيات وتشير الى ابتعاد تلك التنظيمات للاستقطاب خارج المدن الرئيسية والتركيز على مدن الأطراف «شقراء» مثالاً كمدينة جديدة، بعد ان خنقت وزارة الداخلية التنظيم لذلك يسعى للبحث في الأماكن التي في متناول اليد لبعدها عن المركز الأمني، الا انه فشل في الزج بأسماء غير مسلط عليها الضوء من الوافدين بسبب يقظة رجال الأمن البواسل. وقال: إن هذين التنظيمين يركزان على صغار السن والأحداث وهذا يؤكد ان مثل هذه التنظيمات لا تستطيع الا تجنيد مثل هولاء الصغار، مبيناً ان الصورة بدت واضحة ان إيران حليف لكل من يمد يده لزعزعة الأمن في المنطقة. وأوضح أن إيران هي الداعم في سبيل هذا الهدف، وقد انكشف تنظيم القاعدة الإرهابي، بأن الحاضن والممول المادي والمكاني والاستراتيجي هي ايران بعلم الجهات الاستخباراتية العالمية ومازال هناك أسماء في ايران هدفها زعزعة أمن واستقرار المملكة التي ظلت وستظل صامدة بإذن الله بوجود رجال الأمن البواسل وأبناء مؤمنين بوحدة الوطن. وأشار د. المشوح، ان داعش ومايسمى بحزب الله في الحجاز بدآ في استهداف صغار السن، إلا ان الحل هو تحصين الاسرة والتركيز على دور المدارس والجامعات والمساجد والائمة والخطباء والاعلام، فكلها منظومة متكاتفة لتقوم بأدوارها، الى جانب الدور الأمني الأكثر تأثيراً. تنسيق استراتيجي بدوره قال سليمان العقيلي -إعلامي-: إن العلاقة غير واضحة وبها شيء من الضبابية بين التنظيمين، الا ان الهدف واضح ان هناك تنسيقاً استراتيجياً بين مرجعيات هذه التنظيمات سواء في إيران او العراق إو سوريا أو اليمن وهم الذين يختارون التوقيت والسياق السياسي للعمليات بحيث يكون لها رسالة سياسية، ولو لاحظنا ان داعش اول اعلان لها كدولة كان تهديد للمملكة في 2014م، وأصدرت داعش بياناً ضد المملكة وأنها المستهدف الأول لنشاط هذه الجماعة، وفي نفس العام دبر الانقلاب على الحكومة الشرعية في اليمن من قبل الحوثيين العميل الآخر لإيران وكذلك استعراض للقوة الحوثية والاستفزازية على الحدود السعودية حيث قيل انها مناورات. خلية ملعب الجوهرة وزاد العقيلي، ان ايران تحاول الترويج ان المملكة محضن لهذه التنظيمات مثل «داعش»، وقال ان اجتماع المتناقضين هو اجتماع سياسي وليس عقائدي او ديني وهي معركة سياسية وتستخدم فيها الأدوات الدينية والعقائدية والايدولوجية، لذلك نجد ايران لها علاقة بجماعات سنية مسلحة وأحزاب سنية سياسية لان هناك حرصاً على تعويم المشروع السياسي الإيراني في المنطقة، ولو لاحظنا فإن ذلك هو التفكير الاستراتيجي لدى القيادة الإيرانية وهو ليس بجديد فمنذ التسعينات كان اول اجتماع عقد بين القاعدة ممثلة في ابن لادن عقد في الخرطوم عام 1993م وانطلق من هذا الاجتماع علاقة سياسية بينهم، في الوقت الذي تؤوي ايران القاعدة وتناجي أمريكا بمكافحة الإرهاب وتصنع الإرهاب السني. ولفت ان التناقض العقائدي، ليس سببه الدين انما الدين أداة من الأدوات المستخدمة في التحريض والتبعية وان سببه الأزمات السياسية التي يصنعها الدول والقادة في الدول المجاورة. وعن استهداف خلية ملعب الجوهرة قال العقيلي، ان تنظيم مناسبة مثل مباريات كرة القدم بهذا الحجم الدولي يعطي ملمح قوي عن استقرار المجتمع واستقرار الدولة فالهدف الرئيسي لداعش وحتى حزب الله في الحجاز هو ضرب الاستقرار وزعزعة الامن في المملكة، لان المملكة وفق السجال السياسي والاشتباك الإقليمي فإنها الخصم الإقليمي حتى ثقافيا لإيران، وحتى الاستراتيجية الإيرانية أحاطت بالمملكة خارجيا في العراقوسوريا واليمن والبحرين وجزر ارتيريا في وقت سابق. وأضاف ان ضرب الاستقرار السياسي في المملكة عن طريق ضرب الاستقرار الأمني والاستقرار الاقتصادي يأتي للمشاغلة عن طريق داعش وحزب الله في الحجاز، ونجد ان معيار الاستهداف هو كرة القدم وهي رمز الاستقرار الأمني في المجتمع بعد ان افلست من وجود الشباب السعودي في صفوفها. فيما قال محمد المحمود - باحث في الجماعات الإرهابية ومتخصص في الجرائم المعلوماتية- ان المملكة تتعرض لحرب من جميع النواحي ضد «الحوثيين وداعش وغيرها لخلق الاضطرابات، بعد ان احكمت المملكة على خيوط اللعبة من قبل وزارة الداخلية نظراً للخبرة التراكمية الأمنية، ونلاحظ اننا لم نر عمليات إرهابية في إيران من قبل داعش بل نرى دعما من إيران حتى لطالبان. د. محمد المشوح سليمان العقيلي د.محمد المحمود تنامي الوعي لدى شبابنا فاستهدفوهم بالوافدين