تشهد الولاياتالمتحدة الثلاثاء انتخابات رئاسية في ختام حملة عرض فيها المرشحان دونالد ترامب وهيلاري كلينتون رؤيتين متناقضتين للمستقبل بينما تشير استطلاعات الرأي الى تقدم طفيف للمرشحة الديموقراطية على خصمها الجمهوري. ويبدأ التصويت رسميا عند الساعة السادسة على الساحل الشرقي (11,00 ت غ). ودعي حوالى 225 مليون ناخب الى اختيار احد المرشحين الديموقراطية كلينتون والجمهوري ترامب، رئيسا خلفا لباراك اوباما. وفي قرية ديكفسيل نوتش بولاية نيوهامشير في شمال شرق الولاياتالمتحدة، ادلى ناخبوها السبعة باصواتهم ليل الاثنين الثلاثاء، مطلقين بذلك رمزيا الانتخابات. وعند الساعة 00,00 (05,00 ت غ) وضع كلاي سميث اول بطاقة اقتراع في الصندوق في القرية الواقعة في جبال الابالاش، تبعه اربعة ناخبين آخرين وناخبتان في تقليد متبع منذ 1960 وادى الى منح هذه البلدة صفة "الاولى في البلاد" (فيرسن ان ذي نيشن). وتصوت قريتان اخريان في هذه الولاية ايضا ليلا. وتأمل كلينتون في ان تصبح اليوم اول سيدة تتولى اعلى منصب في الولاياتالمتحدة. لكن لا يمكن استبعاد فوز المرشح الشعبوي الذي سيشكل فوزه زلزالا سياسيا في اكبر قوة في العالم. الا ان الخارطة الانتخابية تميل بشكل واضح لمصلحة الديموقراطيين. وفي اليوم الاخير من حملة شهدت عنفا كلاميا غير مسبوق اثار الدهشة حتى خارج الولاياتالمتحدة، جمع حفل موسيقي للمغني بروس اربعين الف شخص مساء الاثنين في فيلالدلفيا تعبيرا عن تأييدهم لكلينتون. وبعد اسابيع من الهجمات الشرسة من الجانبين، ضاعف المرشحان الدعوات الى التوجه الى مراكز الاقتراع على امل كسب اي صوت يمكن ان يرجح كفة الولايات الاساسية لمصلحته في انتخابات الثلاثاء. وهما متعادلان في عدد كبير من هذه الولايات بما فيها نيوهامشير وكارولاينا الشمالية وفلوريدا، مما ينذر بليلة انتخابية طويلة. وفلوريدا وحدها يمكن ان تحسم نتيجة الاقتراع اذا هزم فيها ترامب. على المستوى الوطني، تتقدم كلينتون بفارق 3,2 بالمئة على ترامب حسب معدل استطلاعات الرأي الاخيرة التي اجراها موقع "ريل كلير بوليتيكس" وتشير الى حصولها على 45,4 بالمئة مقابل 42,2 بالمئة لخصمها الجمهوري. وتملك السيدة الاولى السابقة كلينتون التي شغلت في الماضي منصب وزير الخارجية ومقعدا في مجلس الشيوخ ايضا، خبرة طويلة وعلاقات متينة واموال ودعم حزبها. لكن كثيرين من الاميركيين لا يحبونها ويشككون في نزاهتها. وكانت المعركة اصعب مما كان متوقعا في مواجهة قطب العقارات الشعبوي الذي لا يملك اي خبرة سياسية ويعارض الطبقة السياسية ونظاما يصفه ب"المزور". وقد نجح في الاستفادة من الاستياء الذي يشعر به جزء من الناخبين الذين شعروا بانه تم التخلي عنهم لفترة طويلة. وانتقل ترامب الذي يتمتع بشخصية قوية ولم يؤخذ على محمل الجد في بداية الحملة، من ازمة الى اخرى لكنه تمكن من الخروج منها. وخلال الحملة تجاوز كل الاعراف السياسية. فقد كذب وشتم النساء والمكسيكيين والسود وهاجم منافسته بلا حدود. والنبأ السار لهيلاري هو ان مشاركة المتحدرين من اميركا اللاتينية الذين لم يغفروا لترامب تصريحات عن المكسيكيين الذين وصفهم باللصوص تشهد على ما يبدو زيادة كبيرة في كارولاينا الشمالية وفلوريدا حيث يمكن للناخبين التصويت في اقتراع مبكر. ويمكن ان يعوض ذلك عن بعض التردد لدى السود الذين يبدون اقل حماسا مما كانوا عند انتخاب باراك اوباما في 2012. وحتى الآن صوت حوالى 42 مليون اميركي في الاقتراع المبكر. من جهته جدد الرئيس الاميركي باراك اوباما مساء الاثنين دعمه للمرشحة الديموقراطية الى البيت الابيض هيلاري كلينتون، داعيا خلال مهرجان انتخابي ضخم في فيلادلفيا الاميركيين الى "رفض الخوف واختيار الامل" عبر التصويت للمرشحة الديموقراطية وليس لمنافسها الجمهوري دونالد ترامب. وأمام اكثر من 40 الف شخص احتشدوا في فيلادلفيا (بنسلفانيا) في تجمع انتخابي هو الاضخم على الاطلاق للمرشحة الديموقراطية، قال اوباما "اراهن ان حكمة الشعب الاميركي ولياقته وكرمه ستنتصر مرة جديدة يوم الانتخابات، وهذا رهان لم اخسره ابدا على الاطلاق". وأضاف "لقد راهنتم علي وانا كنت دوما ممتنا لذلك. كانت رهاناتي دوما افضل لانني راهنت دوما عليكم". واستبعد اوباما المرشح ترامب معتبرا انه ذكرى سيئة. الى ذلك رفضت المحكمة الاميركية العليا مراجعة تقدم بها الحزب الديموقراطي في ولاية اوهايو لفرض اجراءات تمنع انصار المرشح الجمهوري ترامب من القيام بأعمال يمكن ان تؤدي الى ترهيب الناخبين يوم الانتخابات. الرئيس أوباما والسيدة الأولى ميشيل أوباما دعما هيلاري خلال تجمع انتخابي في فيلادلفيا