تستعد أمريكا لأمسية انتخابية استثنائية يمكن أن تطول قبل معرفة هوية الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة: هيلاري كلينتون أو دونالد ترامب. 51 و 270: رقمان سحريان – الثلاثاء 8 نوفمبر لن تجري انتخابات رئاسية وإنما 51 عملية انتخاب مصغرة في كل ولاية أمريكية وفي العاصمة واشنطن يفترض متابعتها واحدة تلو أخرى أمام الشاشة. هناك قرابة 12 ولاية رئيسة يمكن أن تغير معسكرها من جهة إلى أخرى، وتظهر تدريجياً على الخارطة الانتخابية التفاعلية للبلاد والملونة بالأحمر للجمهوريين والأزرق للديموقراطيين. وهذه الخارطة التفاعلية تعتمدها بشكل ثابت كل أربع سنوات محطات التلفزة التي تبث الأخبار على مدار الساعة ووسائل الإعلام التقليدية على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، لأنها تعطي صورة واضحة ساعة بعد ساعة طول هذه الأمسية الانتخابية الطويلة عن ميزان القوى الجمهوري – الديموقراطي. وطول نهار يوم الغد وحتى وإن كان ملايين الأميركيين صوتوا في الاقتراع المبكر، يجري التصويت بالاقتراع غير المباشر لأن المواطنين يختارون كبار الناخبين الذين سيختارون في منتصف ديسمبر هيلاري كلينتون أو دونالد ترامب. وعددهم 538 ناخباً بالإجمال، ويراوح عددهم بحسب الولاية عملاً بعدد سكانها. ومن أجل دخول البيت الأبيض يجب الحصول على الرقم السحري وهو 270 صوتاً، أي الغالبية المطلقة لأصوات ال 538 من كبار الناخبين. وفي 48 ولاية تجري الانتخابات بالغالبية من دورة واحدة ما يعني أن المرشح الذي يتقدم على منافسه يفوز بكل أصوات كبار الناخبين لتلك الولاية. وسيكون على الناخبين الأمريكيين اختيار رئيسهم ونائب رئيسهم عبر التصويت طول النهار في منطقة شاسعة تتضمن أربع مناطق زمنية. وتفتح أولى مكاتب الاقتراع عند منتصف الليل بتوقيت غرينيتش على الساحل الشرقي للولايات المتحدة ويغلق آخرها في الاسكا عند الساعة 6.00 بنفس التوقيت. ويمكن أن تصدر أولى المفاجآت من جورجيا إذا خسر دونالد ترامب هذه الولاية التي تصوت عادة للجمهوريين وفرجينيا إذا أفلتت هذه الولاية التي فاز بها الرئيس باراك أوباما من أيدي هيلاري كلينتون. وبعد نصف ساعة فقط عند الساعة 00.30 ت غ، يمكن أن تأتي الصدمة من ولايات أساسية مثل أوهايو وكارولاينا الشمالية اللتين تضمان عدداً كبيراً من كبار الناخبين: 18 و15 على التوالي: الأولى تصوت تاريخياً للديموقراطيين والثانية للجمهوريين، لكن يمكن أن تغيرا معسكرهما بشكل مفاجىء. وبين الساعة 1.00 ت غ و2،00 ت غ، تصبح الوان حوالي 30 ولاية أو عشرات كبار الناخبين، بالأحمر أو بالأزرق على الخارطة الانتخابية. لكن يجب ترقب الوضع في ولاية فلوريدا الحاسمة وناخبيها الكبار ال 29، والتي فاز بها أوباما بفارق ضئيل جداً في 2012 في ختام أربعة أيام من إعادة فرز البطاقات. وهذه الولاية الجنوبية حبست أنفاس العالم في العام 2000 لحسم الأصوات بين جورج بوش وآل غور. كما يجب مراقبة نيوهامشير الصغيرة، الولاية الريفية ذات الذهنية المستقلة والتي تصوت عادة للديموقراطيين لكن التنافس فيها هذه السنة شديد جداً، وكذلك بنسلفانيا المعقل الصناعي الذي يميل إلى الديموقراطيين ويعد 20 من كبار الناخبين. وعند الساعة 2.00 ت غ الأربعاء، يمكن أن تميل اريزونا وتكساس، الولايتان المحافظتان الواقعتان على حدود المكسيك إلى كلينتون. وعلى العكس فان كولورادو وميشيغن وويسكونسين، معاقل الديموقراطيين مع إجمالي 35 من كبار الناخبين يمكن أن تصوت لصالح ترامب. ومحطات التلفزة التي تعطي النتائج ولاية بعد ولاية بحسب نظام متطور للفرز الجزئي، واستطلاعات الرأي عند خروج الناخبين من مكاتب الاقتراع التي تعطي تقديراتها الخاصة، لا تنتظر عادة أصوات كبار الناخبين ال 55 لولاية كاليفورنيا (4.00 ت غ) المحسومة للديموقراطيين لكي تبث النبأ العاجل وتعلن اسم الرئيس المقبل.