على مدار يومين تشرّفت بتلبية الدعوة لمؤتمر ومعرض الإمارات للأمن 25-26 أكتوبر وتقديم ورقة بحثية في جلسة الرؤى الوطنية الخليجية ودورها في تعزيز الأمن الخليجي. وحين يتطرّق الحديث للرؤية الوطنية يتبادر للذهن فوراً جيل الشباب الذي تعول عليه هذه الرؤى في تحقيق تلك الرؤى المرسومة وتستشرف مستقبلها الدول من خلاله.. والشباب في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أكثر الشباب العربي تطلعاً للمستقبل وتدعمهم قياداتهم في سبيل تمكينهم من المشاركة المجتمعية والقيادية أيضاً في مرافق الدولة والقطاع الأهلي، مستفيدين من العقد الاجتماعي والسياسي بين قادة هذه الدول وشعوبها. وذلك، لا يعني أن الشباب الخليجي في دائرة غير متصلة بمحيطه، فقد شهدت الأمة الخليجية تحديات جمّة مع اشتعال بعض الجمهوريات العربية بما يسمى "الربيع العربي" وكانت شرارة ذلك يتناقل عبر الإعلام ويصيغ المبررات لوضع حراك شبابي عربي؛ لكن كل ذلك مرّ بالخليج بردا وسلاما. تتلخص تحديات الشباب اليوم، في دائرة كبرى في ظل احتدام الصراعات، تتحدى الإرهاب الذي يعصف بدول الجوار، مما يستلزم قوة طرد مركزية خليجية تفتِّت هذه المراكب الطائفية والإرهابية، مع تفعيل لبحار تلفظ ذلك وهي موجودة لكن قيادة الشباب لها أمر هو الشراع الرئيس في تحقيق الغايات العظمى التي تتماهى مع التوجهات السياسية لدول المجلس. وفي ضوء تطور الإعلام الاجتماعي وتأثيره، تثبت الحاجة الاجتماعية الشبابية، إلى تفعيل منظومة تعنى بالإعلام والأمن الوطني، تعتمد القضاء على ثالوث: التطرف، والغلو، والإرهاب. وتفعيل المرجعيات الدينية والاجتماعية وفتح قنوات التواصل مع الشباب العربي، في ظل ما يستهدف الدول العربية من حملات إعلامية بغية تدمير وحدة الأوطان والتعايش فيها. وتقوم الرؤية السعودية 2030 على ثلاثة محاور: * المجتمع الحيوي * الاقتصاد المزدهر * الوطن الطموح وهذه المحاور تتكامل وتتّسق مع بعضها في سبيل تحقيق الأهداف وتعظيم الاستفادة من مرتكزات هذه الرؤية، لكن يظهر أن محور المجتمع الحيوي، هو في عناوينه وسيلة إلى غايات أشمل منها الأمن الوطني، حيث ركز على التعليم وكذلك العمل والصحة والترفيه وجميعها تعد نقاطا شتى في بحر الأهمية الأمنية. ولعلها ستكون اتجاها ظاهرا لمواجهة: * التحديات الثقافية * التحديات التعليمية * التحديات التنظيمية وسيكون لها أثر على الشباب، الذين يواجهون تحدي "الهوية" وأن مرتكز المجتمع الحيوي، يعزز من قيمة المواطنة والهوية الخليجية، وسيكسر حالة وهمية تحاول معها التنظيمات المتطرفة نزعها بعوامل تحاول تغذيتها على وتر القضايا الاجتماعية والسياسية، فالمواطنة والحيوية هي أهم الأسلحة في مواجهة كل ما يعكر صفو الأمن الوطني والأمن الإقليمي.