في الحضور الأجمل لجماهير النصر منذ انطلاق الموسم الحالي حضر فريقها بصورة زاهية في المواجهة الأقوى والأصعب أمام حامل لقب "دوري جميل" الأهلي، وخرج متفوقا أداء ونتيجة، كانت الترشيحات منحازة للأخير، لم يكن للأصفر نصيب من أي توقعات مستقبلية، لا من أولئك الرياضيين العاديين، ولا حتى من خبراء التحليل الرياضي الذين يستعين بهم الناقل الحصري "إم بي سي برو سبورت"؛ إذ لم يحظ بثقة المحللين الأربعة وتوجه ثلاثة منهم مباشرة لترشيح الأهلي بثقة متناهية فيما وقف خالد الشنيف وحيدا على الحياد!!. سيطر النصر على أجواء الشوط الأول وتفاعل نجومه مع "تيفو" الجماهير اللافت، وضغط بصورة أعادتنا لذكريات ما قبل الموسم الماضي، هجوم متواصل، ورغبة جامحة لتحقيق الفوز، قابله أداء دفاعي جيد ألغى خطورة المهاجم السوري عمر السومة. فوائد عديدة خرج بها النصر من مواجهة الأهلي، فخلاف النقاط الثلاث التي أعادته لطريق المنافسة بقوة من الباب الكبير، مثلت الروح العالية للاعبين بقيادة نايف هزازي، والتي تجلت في مواساته زميله البارغوياني فيكتور أيالا حين أهدر ركلة الجزاء، وتشجيعه له بطريقة شعر معظم المتابعين أن اللاعب الذي أفقد فريقه فرصة مواتية للتقدم في وقت باكر، ربما تتاح له فرصة أخرى للتعويض وهو ما حصل، أيالا نفذ ركلة الجزاء بطريقة مضحكة؛ لكن الخطأ الذي الذي نتج عنه الهدف الحاسم كان مبهرا، وجعله يضحك أخيرا، سيكون لهذا اللاعب دور مؤثر في نتائج فريقه، متى نجح المهرة من زملائه في التواجد قريبا من مناطق الخطر. فوز النصر مهم جدا، وغياب السومة الصديق الدائم لشباك الحارس الغائب العنزي ربما تفتح آفاق منح الفرصة الكاملة لبديله حسن شيعان، نجح دفاع النصر في تحييد الخطر الأهلاوي، وتصدى الحارس لكرة تيسير الجاسم في الشوط الأول فمنحته ثقة كبيرة حتى نهاية المباراة. النصر الذي فاز على الأهلي كان جميلا، لكن الشوط الثاني كشف عن ضعف في لياقة اللاعبين، ربما سيحتاج معه زوران لعمل يضمن تقسيم الجهد والحضور الفاعل طوال الشوطين. لفت نظري حضور عبدالغني "المبعد بقرار فني" بين الجماهير في المدرجات، ودعمه لزملائه، إنه لاعب كبير يعرف أن الزمن تجاوزه، وأن علاقته بالفريق حضوره وغيابه لا يحددها مشاركته أساسيا أو لا، فوز النصر من دون عبدالغني لا يعني الانتصار للنفس لمنتقدي اللاعب، ولا النتيجة السلبية لو حدثت في حضوره ذات تأثير على الآراء حوله، المؤكد أن اللاعبين أدوا في هدوء بعيدا عن أي تشنج محتمل، زوران اختار مسارا جادا، تفوق على غروس بجدارة ويجد دعم الإدارة، وتبقى إصابة النجم عبدالعزيز الجبرين الأكثر تأثيرا، والخسارة الأكبر من المواجهة الكبرى. فوز النصر بداية مبشرة لا تعني العودة الحقيقية، بل هي فرصة لمواصلة العمل وتصحيح الأخطاء، ورفع معدل لياقة اللاعبين، وسيضيف كثيرا لواقع المنافسة على المراكز الأولى.