عندما أبدأ في رسم بوح أكتمه ظلّ هاجساً أو حديث نفس أكاد أخفيه.. أقف حينها مترددا وساعيا في رحلة طويلة تأخذني إلى ألوان الهدى بليل ساكن.. نعم هي بيارق أمل على شاطئ به الأمواج تعتلي تبعث تفاؤلا لا حدود له.. كانت جواباً لنا لعظيم الأمنيات وبلسماً مضيئاً لتحقيق الطموحات ولوحة جميلة في تلقي الإبداعات.. تدعوني إلى الوقوف عازما ومغردا بإشراقات الفجر الوليد وتهاليل شمس الفؤاد.. والتي تجول في عقولنا بكثير من الكلمات الحائرة والحروف التائهة والمفردات العاجزة.. ربما لأنها سطور شكر وعرفان تشعرنا بصعوبة صياغتها وعدم إيفائها حق من نهديه.. وربما أنها سطور عفو وعتب تتجلى بالحب والصفح مع من أخطأ بحقك.. فأجزم تماماً في هذه اللحظة، أنّ العبارات قاصرة فلن تبلغهما مهما طالت وكلّ المقالات مبتورة فلن توفيهما مهما بلغت.. فهما باقتان جميلتان تلوحان من أفق واسع وتماثلان القمر منيرا والشمس دليلا.. تزرعان مزيدا من بذور الوفاء وتقطفان كثيرا من الخير والهناء.. أنزل الله فيهما آيات تتلى طوال هذه السنين والقرون فمن أصدق من الله قيلا وقد قال جلّ جلاله: «هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60)» سورة الرحمن.. وحين قال سبحانه مخاطبا ومقدما عفوه ثم عتابه إلى سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم).. «عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ (43)» سورة التوبة. فأجمل به من خلق نبيل يتصف به العظماء وما أحسنه من لباس يتحلى به الحلماء.. يحاولون دائما أن يستقوا من عطائهما اللامحدود ويستضيئون بنورهما الطريق.. يستدلون بهما نسمات الهواء والصفاء ويسعون فيهما إلى الجنة الخضراء.. فأدعو الربّ الكريم خلقا حميدا وأثرا باقيا نتزين ونتصف بهما.. وكما قال الشاعر محمود الأيوبي: والمَرْءُ بِالأَخْلاقِ يَسْمُوا ذِكْرُهُ وبِهَا يُفَضَّلُ فِي الوَرَى وَيُوَقَّرُ فأختم خاطرة الوجدان هذه لأعلن للإخوة الأعزاء قرب الرحيل، ونحن في شوق بلقاء قريب بإذن الله يجمعنا وإياكم من خلال جريدتنا جريدة الجميع -جريدة "الرياض"- راجياً من الله لي ولكم قبولاً وتوفيقاً وإخلاصاً.