ميركل عند استقبالها أمس في برلين الرئيس النيجيري (أ ب) اختتمت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل أمس اسبوعا دبلوماسيا خصصته لافريقيا على امل الحد من تدفق المهاجرين وطالبي اللجوء الى اوروبا هربا من قارة تعاني من النزاعات والفقر. واستقبلت ميركل أمس رئيس نيجيريا محمد بخاري بعد ان التقت الاربعاء نظيره التشادي ادريس ديبي. وكانت قبلها بيوم قد اختتمت جولة شملت ماليوالنيجر واثيوبيا مقر الاتحاد الافريقي. وتدعو ميركل الى زيادة المساعدة الى العديد من الدول الافريقية في الوقت الذي تظل فيه المانيا الاقتصاد الاوروبي الاول الوجهة المفضلة لطالبي اللجوء خصوصا من سورية والعراق. وتهدف هذه المساعي للحد من تدفق المهاجرين الذين يحاولون الوصول الى اوروبا هربا من الفقر والنزاعات. منذ مطلع العام الحالي عبر اكثر من 300 الف مهاجر البحر المتوسط غالبيتهم من افريقيا جنوب الصحراء، بحسب المفوضية العليا للاجئين. التحدي مهم بالنسبة الى ميركل التي تعرضت لنكستين انتخابيتين محليتين بسبب سياستها التي اعتبرت متساهلة جدا ازاء المهاجرين. لذلك اقرت بالخطأ وقالت ان اوروبا، وفي مقدمتها المانيا، تأخرت في تقدير حجم ازمة الهجرة العالمية. ومن اجل وقف تدفق المهاجرين من افريقيا، تبذل ميركل جهودا من اجل التوصل الى اتفاقات شبيهة بالاتفاق الموقع بين الاتحاد الاوروبي وتركيا، والذي ينص على وقف تركيا لانطلاق المهاجرين من اراضيها الى اليونان لقاء تلقيها مساعدة بقيمة ثلاثة مليارات يورو. وصرحت ميركل في سبتمبر الماضي انه يجب "توقيع اتفاق مشابه اولا مع مصر وايضا مع دول افريقية اخرى". وشددت ميركل مؤخرا على ضرورة مثل هذه الشراكة لان رخاء الدول الافريقية "من مصلحة المانيا" وتابعت "المهاجرون على ابوابنا"، وعلى المانيا مواجهة المشكلة بما انها استقبلت 890 الف لاجئ في العام 2015. غالبية هؤلاء المهاجرين اتوا من سوريا او افغانستان وايضا من اريتريا ونيجيريا، والأخيرة بلد غني بالنفط لكنه يواجه حركة بوكو حرام الإرهابية على غرار الكاميرونوالنيجر والتشاد. وحذرت ميركل خلال جولتها الافريقية الذين قدموا طلبات لجوء من المخاطر التي تنتظرهم "يجب ان تتوقف تجارة البشر. لقد قضى عدد كبير من الناس في البحر المتوسط". واضافت "غالبا ما يكون لدى الشبان المتوجهين الى اوروبا افكارا خاطئة جدا عنها. انهم يقدمون على رحلة محفوفة بالمخاطر دون ان يدركوا ما الذي ينتظرهم او حتى اذا كانوا سيتمكنون من البقاء". من جهته، شدد وزير الداخلية الالماني توماس دي ميزيير خلال قمة في لوكسمبورغ على ان يتم نقل المهاجرين الذين انقذوا في البحر المتوسط الى "مراكز استقبال آمنة في شمال افريقيا". وترى المستشارة الالمانية ان حل ازمة الهجرة يقوم اولا على تامين الاستقرار في البلد المنشأ، وهو احد الموضوعات التي تمت اثارتها خلال قمة الاتحاد الاوروبي وافريقيا العام الماضي في مالطا. وشددت ميركل خلال زيارتها الى مالي على ضرورة الا تخسر افريقيا "ألمع ادمغتها" الضرورية من اجل النمو في القارة. وتابعت ميركل ان المانيا التي ستتولى الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين ستستقبل في العام 2017 قمةً حول الاستثمارات في اوروبا، خصوصا في قطاعات النقل والطاقة. لكن برلين تعهدت بتقديم مساعدة عسكرية بقيمة 10 ملايين يورو الى النيجر (بلد العبور الرئيسي للمهاجرين) واخرى للتنمية بقيمة 17 مليونا، وهي مبالغ متواضعة بالمقارنة مع "خطة مارشال" التي طالب بها الرئيس محمد ايسوفو. تقول المحللة انيت فيبر من المعهد الالماني للعلاقات الدولية والامن ان "رحلة ميركل كانت خصوصا لتوجيه رسالة الى الراي العام في اوروبا والمانيا باننا: نعمل فعليا على الحد من التدفق". لكن صحيفة "دير شبيغل" اوردت انه لا يزال يتعين على ميركل اقناع بروكسل بصحة اسس معاهدة حول الهجرة مع افريقيا وهو ليس بالامر السهل لان مفوض توسيع الاتحاد الاوروبي يوهانس هان اعرب قبلا عن تحفظه ازاء برلين.