بحثت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل هاتفياً مع ملك المغرب محمد السادس موضوع تدفق المهاجرين المغاربة غير الشرعيين إلى ألمانيا ورغبة حكومتها في إعادتهم إلى بلدهم بالتنسيق مع الرباط والسلطات المعنية بها. وذكرت مصادر مطلعة أن المستشارة اتفقت مع الملك على ضرورة تبادل المعلومات حول هؤلاء اللاجئين، وإعداد دراسة عن حالات المقيمين منهم بصورة غير قانونية في ألمانيا. وذكر بيان صادر عن الديوان الملكي أن وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير سيزور المغرب في أقرب وقت ممكن لمعالجة هذا الملف. وأثارت الحكومة الألمانية موضوع اللاجئين المغاربة غير الشرعيين بعد أحداث ليلة رأس السنة التي صدمت المجتمع الألماني بعد أن تبيّن من التحقيقات التي أجرتها القوى الأمنية في عدد من المدن، وبخاصة في كولونيا، أن غالبية الذين تحرشوا بالنساء واعتدوا عليهن ونهبوهن لاجئون من دول المغرب العربي، قسم منهم يقيم في ألمانيا بصورة غير شرعية، علماً أن برلين تصنّف المغرب وتونس والجزائر ك «دول آمنة». وأقرّت الحكومة الألمانية أول من أمس، على خلفية أحداث ليلة رأس السنة، مشروع قانون سيسمح لها بطرد مرتكبي الجرائم الأجانب من البلاد، حتى وإن دينوا بعقوبة سجن مع وقف التنفيذ. وسيجتمع أركان التحالف الحكومي المسيحي - الاشتراكي الثلاثي لتحديد نهج الحكومة إزاء أزمة الهجرة في ظل إعلان الحزب الاشتراكي رفضه إقفال الحدود تماهياً مع مركل، والتشديد على أن يكون الحل أوروبياً. من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتزي إن من غير المقبول أن تعقد المستشارة الألمانية اتفاقات تتعلق بأزمة اللاجئين مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يانكر من دون إشراك إيطاليا. وصرح رينتزي عشية اجتماعه بمركل في برلين اليوم، أنه يسره أن تتمكن المستشارة الألمانية والرئيس الفرنسي من حل كل مشكلات أوروبا، «لكن الحال بصفة عامة ليست هكذا». وأضاف: «إذا كنا نتطلع لإستراتيجية أوروبية مشتركة لحل مسألة اللاجئين فلن يكفي أن تجري مركل اتصالاً مع هولاند أولاً ثم مع يونكر وبعدها أعلم بالنتيجة من الصحف». وأيّد رئيس الوزراء الإيطالي فكرة طرحها سيغمار غابرييل نائب المستشارة الألمانية لخفض مساعدات التنمية لدول شمال أفريقيا التي لا تريد عودة مواطنيها إليها في حالة رفض طلبات لجوئهم. وقال: «الدول التي لا تفعل ذلك لن تحصل على مال من المجتمع الدولي». في غضون ذلك، أعلن خفر السواحل اليوناني أن 24 شخصاً بينهم 10 أطفال قضوا في غرق زورق قبالة جزيرة ساموس اليونانية في بحر ايجيه بينما لا يزال 11 شخصاً مفقودين. وقالت مسؤولة في المكتب الإعلامي لحرس السواحل: «هناك 5 صبيان و5 فتيات بين الأطفال الغرقى. أمكن إنقاذ 10 أشخاص وهم سالمون ولكنهم في حالة صدمة ووضِعوا في المستشفى في ساموس». وقالت المفوضية العليا للاجئين ان عدد الواصلين الى اوروبا عبر البحر المتوسط بلغ بالإجمال 46240 شخصاً منذ 1 كانون الثاني (يناير) الجاري، وأكثريتهم الساحقة لاجئون أتوا من مناطق نزاع. في سياق متصل، أعلن وزير الداخلية السويدي انديرس ايغمان أول من أمس، أن بلاده ستطرد حوالى 80 ألف مهاجر وصلوا إليها العام الماضي ورُفِض طلب اللجوء الذي تقدموا به. وقال ايغمان إننا «نتحدث عن 60 ألف شخص ولكن قد يرتفع العدد إلى 80 ألفاً»، موضحاً أن الحكومة طلبت من الشرطة ومن مكتب الهجرة تنظيم عمليات الطرد هذه. إلى ذلك، اعلنت الحكومة البريطانية أمس، انها ستستقبل اطفالاً لاجئين فصِلوا عن عائلاتهم بسبب النزاعات في سورية وبلدان أخرى ولكنها لم توضح عددهم.