من الرائع جداً ذلك الاحتفاء الذي تبادله جمهور مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها تويتر بنجاح موسم الحج لهذا العام ولم يقتصر على فرحة السعوديين الذين عبّروا فيه عن اعتزازهم بقيادتهم وشرف خدمة الحرمين وتنظيم مواسم الحج باقتدار فريد بل شاركهم في ذلك شعوب المنطقة والأمة الإسلامية جمعاء. وحينما رصدت مواقع وعدد من وكالات الأنباء العالمية اشتعال تويتر بعدة وسوم تصدرت الترند بدول عربية عدة كان أبرزها #نجاححج1437 و#شكراأبطال_الحج؛ عزا البعض في تميّز نجاح موسم حج هذا العام بالذات ولا نقول مجرد نجاح لأن في الدلالة اللغوية ضده فشل وكأننا كنّا في حاجة رفض النظام الإيراني ومنعه للمواطنين الإيرانيين من تأدية فريضتهم حتى نتمكن من إنجاح موسم الحج كما يجب بينما وبحسب قياس مستوى الأداء إدارياً ووفق معايير النجاح نسبة إلى ملايين الحجاج والمعتمرين الذين يؤدون طيلة الأعوام الماضية في مساحة لا تتجاوز أرقاماً معدودة تقود المملكة غمار هذا التنظيم العظيم ومثل هذا الحشد بكل هدوء وأمان وقد توافدوا وتجمّعوا وأدّوا مناسكهم جميعاً في هدوء وأمان وطمأنينة فكل عام يتجدد نجاح موسم الحج بفضل من الله تعالى وتوفيقه لهذا البلد وقيادته. أذكر في إشارة سابقة إبان دراستي الجامعية وفي معرض تناولنا لأحد المقررات في علم إدارة الكوارث والأزمات الدهشة التي كان ينقلها لنا الأستاذ الجامعي الأجنبي وأنّه لا توجد حتى الآن في العالم تجربة لأي دولة تحاكي تجربة المملكة وتعد أنموذجاً متفرداً تطلبه عدد من دول العالم كتجربة المملكة في إدارة موسم الحج عالمياً! وهو بلا شك النجاحات المتوالية لمواسم الحج يتجاوز الأمر فيه في اعتباره مجرّد إنجازٍ تنمويٍّ إلى تجربة رائدة عالمياً في علم إدارة الأزمات استحقت البحث والدراسة قد أذهلت العالم! وحينما نذكّر بذلك فليست المملكة بحاجة ولا تنتظر جزاءً أو شكوراً بقدر التنويه أنّ السعودية لا تستهدف من إنجازاتها إغاظة أحد، حتى وإن شعر النظام الإيراني بالانكسار من هذا الإنجاز التنظيمي الكبير ممن لم يتوّرع حتى عن استغلال عبادات المسلمين وتأدية فرائضهم أو حرمة المشاعر المقدسة لأغراضهم السياسية. عاشت المملكة وعشنا معها وعاش معنا أكثر من مليار مسلم أيام عشر الحجة المباركة وأدّى أكثر من مليون وثماني مئة ألف حاج فريضتهم بيسر وأمن وطنأنينة وأمان في بلد شرّفه الله تعالى بخدمة البيتين وقاصديه من ضيوف بيت الله الحرام وما عهدوا في المملكة ولا عنها إلا آمنة كما هي صفتها في العموم وعُهِد عن المملكة أنّ جميع إمكاناتها الإدارية وقواها الأمنية مسخرة لخدمة بيتي الله الحرام وقاصديهما وكيف تعمل على مدى أحد عشر شهراً من أجل هذه الأيام التي يأتي بها الحجاج لأداء مناسكهم. [email protected]