تطالب هيئة الهلال الأحمر عند وقوع أي حادث وأي طارئ لا قدر الله، إبلاغ غرفة عمليات هيئة الهلال الأحمر السعودي على الرقم (997) وعدم تحريك المصابين في الحوادث المرورية حتى وصول الفرق الإسعافية، كما تطلب من المواطنين والمقيمين التعاون مع المسعفين وإفساح الطريق لهم لمرور سيارات الإسعاف وقت الطوارئ وعدم التجمهر عند الحوادث حتى لا تتم إعاقة الفرق الإسعافية عند تقديم الخدمة الطبية الإسعافية والقيام بواجبهم الإنساني، ويؤكد الهلال الأحمر أنه في الكثير من الحالات تتأخر سيارات الهيئة لبعد المسافة بين موقع اقرب نقطة للهيئة وموقع الحادث الامر الذي يسبب تضاعف الإصابات. «الرياض» تناقش قضية التعامل مع المصابين في الحالات الطارئة مع عدد من المختصين. الإسعاف أولاً بداية قال د. منتظر بو قرين: يجب علينا أولاً وقبل أي تدخل الاتصال على هيئة الهلال الأحمر السعودي لكن هناك حالات كثيرة تستدعي تدخل الحضور إن كانت لهم بعض الخبرة في الاسعافات الأولية مثل الانعاش القلبي والرئوي أو وقف النزيف ففي بعض الحالات مثل كسر الرقبة أو الظهر إن تدخلنا فيها من غير معرفة بأساسيات الاسعافات الأولية قد يزيد الإصابة سوءاً، إذاً لابد من تعلم أساسيات الإسعافات الأولية فقد نواجه بعض تلك الحالات سواء في الطرقات أو حتى في المنزل أيضاً وإن لم تكن لدينا تلك الخبرة فالأفضل هو الاتصال على هيئة الهلال الأحمر والانتظار لحين وصول المساعدة وهنا أريد أن أنوه عن وجود بعض القصور من الجهات الرسمية والمنظمات الخيرية في زيادة مثل تلك الدورات التي تعنى بالإسعافات الأولية. مضاعفة المراكز ويؤكد د. محمد الحسن أن أول شيء يجب المبادرة بفعله في حالة وجود حادث الاتصال على هيئة الهلال الأحمر السعودي وعدم تحريك المصاب لما قد يؤدي ذلك إلى الشلل في بعض الحالات، مشدداً على ضرورة سهولة وصول سيارة الإسعاف وسهولة نقل المصاب من مكان الحادث وعدم التجمع حول الحادث حتى يتمكن فريق الإسعاف من معالجة المصاب في مكان الحادث ومن ثم نقله الى أقرب مركز طوارئ. وأضاف: إن بُعد مراكز هيئة الهلال الأحمر يشكل عائق في إسعاف المصابين من مكان الحادث وإنقاذ الأرواح لأن الوقت عامل أساسي في الإنقاذ، وفي هذه الحالة يفترض في الطريق السريعة تواجد مراكز لهيئة الهلال الأحمر بين كل 50 كم. دورات للمجتمع ويقول د. محمد الدوخي إن إصابات الحوادث المرورية تتطلب سرعة إسعاف المصابين بأسرع وقت ممكن لتفادي مضاعفات الإصابات وحدوث الوفاة على الطريق لا سمح الله، وفي نفس الوقت نقل المصابين من قبل غير المختصين قد يعرض المصاب لإصابات جديدة ومضاعفة، لذلك لا بد من التعاون بين هيئة الهلال الأحمر والمجتمع ككل من خلال الاقتراحات ومنها أن يوجه الهلال الأحمر أفضل من عنده مقدرة لإسعاف المصابين بدل الوقوف جانباً والانتظار، على سبيل المثال إخراج المصابين من عربة تنبعث منها الأدخنة، وحرص المجتمع على تعلم وممارسة أساسيات الإسعاف كإيقاف النزيف وحمل المصاب. قلة دراية ويبين د. عبد الإله الشيخ أنه صادف حوادث خارج العمل، ويقف لعمل اللازم أحياناً، لكن للأسف المجتمع يعاني من قلة معرفة في التعامل مع الإصابات من حيث تحريك المريض بالشكل الخاطئ ومن حيث وضع المريض وضعية خاطئة، وعلى سبيل المثال إذا كان المصاب بالحادث يعاني من إصابة في الرقبة أو بالظهر فإن تحريك المصاب ونقله بالشكل الخاطئ قد يؤدي إلى شلل لا سمح الله، كذلك حتى وأن لم يكن يعاني من إصابة في الرقبة أو الظهر قد يؤدي نقله بالشكل الخاطئ إلى مضاعفات في الإصابات كالكسور أو النزيف. تفاوت الحوادث ويقول د. عماد المطر: الإصابة تتفاوت في الحوادث المرورية، فهناك الإصابات الخطيرة التي تؤدي للوفاة مباشرةً أو الشلل بأنواعه وهناك الإصابات التي قد تؤدي إلى الكسور والكدمات والجروح بمختلف درجاتها، مؤكداً أن المشكلة الأساسية التي تواجه الجميع عدم معرفة مدى الإصابة في الحوادث، ولهذا تتكرر تعليمات مسؤولي هيئة الهلال الأحمر السعودي بعدم تحريك المرضى أو نقلهم لأن حالة المريض قد تسوء وتحدث مضاعفات خطيرة وخصوصاً فيما يتعلق بإصابات الرقبة أو الظهر، وللأسف غالبية أفراد المجتمع لا توجد لديهم الخبرة الكافية للتعامل مع مثل هذه الإصابات. الوقاية مطلب وزاد د. المطر: حتى بعد نقل المريض إلى المستشفى قد تكون حالته مستقرة ولكن خطورتها قد تصل لحدوث نزيف داخلي يؤدي للوفاة لا سمح الله، ولهذا لا بد من متابعة حالة المريض في أول 24 ساعة بالذات، ومن الممكن القضاء على هذه المشكلة والتقليل من آثارها بتوعية المجتمع بآثار الحوادث والتشديد على قيادة السيارة بالسرعات المحددة ووضع حزام الأمان وعدم تجاوز السيارات والشاحنات بشكل خاطئ وعدم القيادة في حال التعب الشديد والشعور بالنعاس وأخذ قسط كاف من النوم والراحة قبل السفر وعدم الإنشغال بالجوال والمحادثات وعدم القيادة بتهور خلال فترة العطلات، حيث تزيد نسبة الحوادث ويزيد عدد الإصابات باعتبار أن عوائل بأكملها تكون مسافرة، وأعتقد أنه لا يوجد حل لهذه المعضلة إلا بالتقليل من نسبة الحوادث وتوعية المجتمع بأهمية القيادة السليمة ويمكننا الإستفادة من تجارب الدول الأخرى التي نجحت في ذلك. النقل بالسيارات وأكد د. بدر المسعود أن مما نصادفه في قسم الطوارئ جلب بعض الناس للمصابين بسياراتهم الخاصة دون أدنى مراعاة لحالة المصاب، وصحيح أن المبادرة بإسعاف المريض ونقله للمستشفى قد ينقذ حياته لكن هذا لا يعني الإهمال والتسبب بأحداث مشكلة أكبر كالوفاة أو الإعاقة الدائمة عن طريق النقل الخاطئ خصوصاً إذا كان الناقل على غير دراية بأساسيات الإسعاف الأولي، مشيراً إلى أن ما يمكن تلافيه عن طريق الأطقم المدربة للتعامل مع هذه الحالات كالهلال الأحمر وبالتالي حفظ المصاب من المضاعفات ومنع تفاقم حالة الإصابة. وتساءل د. حسين الغدير: متى تتصل على هيئة الهلال الأحمر السعودي؟ مشيرا إلى أن البعض يعتقدون أنه إذا أخذ المريض بسيارته إلى المستشفى سيكون أفضل وأسرع لكي ينقذ مصابا أو مصابة، ولكن هذا الاعتقاد غير صحيح، إلا في حالات نادرة وقليلة تحتاج من هو ذو دراية في الطب. وأضاف: نحن نحث المجتمع أن يتصل على الإسعاف خاصة في حالات الإغماء والتشنجات وتغير مستوى الإدراك وإصابات الرأس بشكل عام حتى يتم التنسيق بين الاسعاف والمستشفى وترتيب الأمور قبل الوصول، عدى ذلك «أي من دون إبلاغ الإسعاف» سيصل إلى المستشفى ويعرض المريض على غرفة الفرز وتأخذ العلامات الحيوية ومن ثم يراه الطبيب ليفرزه، وهذا يؤخر المريض لفعل ما يلزم له، كما انه في حالة الحوادث المرورية يعتقد البعض أنه لابد أن ينقذ المصاب بأي طريقة، وهذا غير صحيح خاصة حوادث السيارات، إذ يجب مساعدة المريض من المختصين، فالكثير يهرعون إلى المصاب وتحريكه بدون وعي وخاصة رقبته، وهنا مربط الفرس وأهم نقطة ننبه عنها أن لا تحركوا المصاب من رقبته، فكم من حالات أصابها الشلل الرباعي بل وحتى الاعتماد إلى الأبد على جهاز التنفس الاصطناعي جراء هرع الناس عليه لإنقاذه، والسبب في ذلك هو كسر فقرات الرقبة وقطع الحبل الشوكي، لذا نرجو من الأخوة غير المختصين والذين ليس لهم دراية بالإسعافات الأولية أن لا يتدخلوا، فقط عليهم الاتصال على هيئة الهلال الأحمر السعودي ليقوم أفرادها بدورهم. طرق ونصائح وتحدث د. علي الهلال عن طرق إسعاف المصاب وقال: يجب عند إسعاف الشخص المصاب التأكد أولا من حالة الوعي لديه، وفي حالة فقدان الوعي يتعين على المُسعف التحقق من أن المصاب لا يزال يمكنه التنفس، من خلال الشعور بنفس المصاب من خلال الأنف، بالإضافة إلى أنه ينبغي التأكد من أن القفص الصدري يرتفع وينخفض بالنظر إلى المصاب، وإذا كان المُصاب لا يتنفس، ينبغي على المُسعف القيام بتدليك القلب عن طريق وضع اليدين فوق بعضهما بعضا والضغط بهما على الصدر بقوة والبدء في التنفس الإصطناعي، وبعد ذلك يضغط ثلاثين مرة بالتناوب على القفص الصدري للمصاب، ثم يقوم بإجراء التنفس الاصطناعي مرتين عن طريق الفم أو الأنف بواسطة حاجز، أما بالنسبة للجروح ينبغي على المسعف التركيز على المواضع التي تنزف بشدة والقيام بتضميدها قبل وصول الفرقه الإسعافية، كذلك إن كان هناك أي شيء حاد قد اخترق الجلد وسبب الجرح فلا تُحاول إزالته مهما حدث، لأن إزالته قد تسبب نزيف حاد يهدد حياة المصاب، وفي حاله وجود كسور لدى الشخص المصاب، لا تقم بمحاولة تعديل وضع المصاب أو أي من أجزاء جسده لان ذلك قد يؤدي لتفاقم الحالة، لذلك حاول فقط أن تبقى بجانبه وتحاول إبقائه واعياً قدر الإمكان، أما الحالة الوحيدة التي يُسمح فيها بتحريك المريض هو أن يكون وضعه يُسبب انقطاع الدورة الدموية وعدم وصولها للجزء المصاب، وفي هذه الحالة قم بتعديل وضعه قدر الإمكان لكن لا تُحاول نقله، خاصة إذا كان مُصابا بكسر في الحوض أو الفخذ، أما إن كان ولا بد، فقم بضم قدميه معاً مع وضع بطانية أو أي شيء سميك بينهما، وضعه على ناقلة أو أي شيء صلب ثم انقله. في حالات معينة يحتاج الفرد للتدخل قبل وصول سيارات الإسعاف فرق الهلال الأحمر هي الأقدر على التعاطي مع الحالات الإسعافية د. منتظر بو قرين د. محمد الحسن د. محمد الدوخي د. عماد المطر د. بدر المسعود د. حسين الغدير د. علي الهلال