صورة تذكارية للمسيليم مع كأس السوبر لم يخطيء من قال: "الحارس نصف الفريق"، فهذه المقولة برهن الحارس ياسر المسيليم على صحتها، وصادق على ذلك عندما جدد تألقه وحضوره اللافت بمساهمته في تتويج الأهلي بكأس السوبر السعودي، مثلما فعل الموسم الماضي في بطولتي "دوري جميل" وكأس خادم الحرمين الشريفين، وطمأن المسيليم من جديد الأهلاويين على شباكهم، إذ حول هذه الخانة من نقطة ضعف واضحة في المواسم الماضية تسببت في خسارة أكثر من بطولة إلى مصدر قوة يحسب له الخصوم ألف حساب. منذ بداية الموسم الماضي كانت نوايا المسيليم واضحة في العودة إلى عهده الجميل وبالتحديد في عام 2004م، عندما كان الحارس السعودي الأول، وحمى عرين الأخضر السعودي في نهائيات كأس آسيا، قبل أن يتراجع أداؤه ويصبح أسيراً لدكة البدلاء، لكن الإصرار الذي يمتلكه الحارس القادم من المنطقة الشرقية أعاده من جديد إلى الواجهة، وبات اليوم واحدا من حراس المرمى الذين نراهن عليهم كثيراً في منتخبنا خلال تصفيات كأس العالم 2018م، إلى جانب محمد العويس ووليد عبدالله. في العاصمة الإنجليزية "لندن" تجلى ياسر المسيليم ودافع بكل قوته عن مرماه من خلال إنقاذه في مناسبات هلالية عدة، ولم يكتف بذلك إذ حضر في ركلات الترجيح وتصدى لركلتين ترجيحيتين رجح بهما كفة "الراقي"، وأعلن بذلك عن تتويجه ب "الثلاثية"، ويعد الحارس الأهلاوي من أبرز اللاعبين الذين كانت لهم بصمة واضحة في مسيرة "الذهب" الأهلاوية، ولعل مسيرته والظروف التي تعرض لها والتحدي الذي دخله مع نفسه حتى عاد متألقاً من جديد تمنحه حق أن يكون "قدوة" للاعبين الشبان، فالكرة تخدم من يخدمها، ولا مستحيل فيها، مهما انخفض مستوى اللاعب فالعودة بيده وحده طالما أنه يمتلك الإمكانيات، ووجه المسيليم رسالة أخرى لبقية اللاعبين مفادها أن الأندية الكبيرة لا تقف على لاعب ولا اثنين ولا عشرة، فالمأزق الذي وضع الحارس عبدالله المعيوف الأهلاويين فيه قبل انطلاق الموسم الماضي من خلال مقاطعته التدريبات ومطالبته بالانتقال أو الاعتزال لم يؤثر على الكتيبة "الخضراء" إطلاقاً، بل أنه كان "خيرة" لهم، لأنه ساهم بذلك في إعادة اكتشاف المسيليم لنفسه الذي كان رقماً بارزاً في البطولات الثلاث. كرياضيين سعوديين ومتابعين، نطمح بأن يكمل المسيليم مسيرة نجاحه وبروزه، لأن الأخضر السعودي بحاجة إليه في المرحلة المقبلة، لاسيما وأنه عانى كثيراً في الأعوام الماضية في هذه الخانة، وبالتحديد منذ اعتزال عملاق الحراسة السعودية وعميد حراس العالم محمد الدعيع، ونأمل أيضاً أن يمتلك منتخبنا أكثر من نجم في الحراسة، وتبقى هذه المسؤولية من اختصاص الاتحاد السعودي لكرة القدم، المطالب فعلاً بالاهتمام بهذا الجانب في ظل شح المواهب على صعيد الحراسة، وهو ما انعكس سلبياً على نتائج المنتخبات السعودية والأندية خارجياً، فالمميزون في ملاعبنا لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة، وهو أمر غير مقبول إطلاقاً.