دخل حارس الأهلي ياسر المسيليم في تحد مع نفسه من أجل استغلال الفرصة التي جاءت له على طبق من ذهب لحماية عرين "الراقي" هذا الموسم واستعادة مستوياته الكبيرة التي جعلته في أحد الأيام الحارس الأول للمنتخب السعودي، وصافح الأهلاويين في افتتاحية (دوري عبداللطيف جميل) للمحترفين مع التعاون بعد أن تعملق في مرماه وحافظ على نظافة شباكه عقب تألقه في المباراة، إذ حرم التعاونيين من التسجيل في عدة مناسبات على الرغم من أن بعض الهجمات كانت محققة. وقدم المسيليم في أول ظهور له هذا الموسم أداءً فنياً كبيراً أعاد للأذهان ذلك المستوى المميز الذي ظهر به في كأس أمم آسيا 2004م، وساهم الحارس الأهلاوي بشكل واضح في عدم خسارة الأهلي الذي فاجأ جماهيره بمستواه المتواضع في أول مباراة رسمية له بعكس الحال الذي كان عليه في المباريات الودية التي كانت تنتهي لمصلحته بأهداف بالجملة. الأهلاويون الذين صدموا بقرار الحارس عبدالله المعيوف اعتزال كرة القدم بعد رفض الإدارة السماح له بالانتقال إلى أحد أندية العاصمة، جددوا ثقتهم في المسيليم وزميله الحارس الاحتياطي باسم العطالله للدفاع عن شباك الفريق هذا الموسم، واستبشروا خيراً بمستوى المسيليم واستبساله في لقاء التعاون إذ خطف نجومية المباراة وكان هو اللاعب الأفضل من بينه زملائه، واستعاد ثقته في نفسه وامكاناته. الأهلي عانى كثيراً من حراسه بسبب أخطائهم "القاتلة" التي تسببت في خسارة الفريق عدة بطولات، كان آخرها الخطأ القاتل للحارس عبدالله المعيوف في المباراة قبل الأخيرة بالدوري مع التعاون التي انتهت بالتعادل وهي النتيجة التي منحت اللقب للنصر، كما أن المسيليم أيضاً سبق له وأن وقع في أخطاء فادحة، إلا أن الجماهير الأهلاوية تطمح في أن يكون ياسر قد استفاد من أخطائه السابقة وتعلم منها، إضافة إلى باسم العطالله الذي خاض الموسم الماضي تجربة ناجحة مع التعاون وكان من أفضل الحراس. المسيليم مطالب بتسخير إمكاناته وخبرته من أجل فريقه خصوصاً في ظل الحاجة لخدماته هذا الموسم بعد أن وضع المعيوف ناديه في مأزق حقيقي، صحيح أنه كان منقطعا عن المباريات في الموسمين الأخيرين ولم يشارك إلا في مباريات قليلة بسبب استيلاء المعيوف على الخانة بيد أن ما قدمه في أول مباراة يوحي بأنه مستعد جيداً للمرحلة الحالية، وهو ما يأمله المدرب السويسري كريستيان غروس خلال الفترة المقبلة، ونال دفعة معنوية كبيرة بعد اختياره من قبل مدرب المنتخب السعودي فيصل البدين لتشكيلة الأخضر استعداداً لمواجهتي تيمور الشرقية وماليزيا في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم وكأس آسيا. الأندية الكبيرة مثل الأهلي لا تقف على لاعب أبداً، وهو ما ينطبق على عبدالله المعيوف الذي قرر ترك "الراقي" واختار اعتزال كرة القدم، فالبديل المسيليم أثبت جاهزيته مع أول إطلالة، صحيح أن الحكم لا يزال باكراً بيد أنه اعطى انطباعاً أولياً إيجابياً، كما أنه الحارس الاحتياطي باسم العطالله سيشكل ورقة ضغط إيجابية على المسيليم، لكونه يدرك جيداً أن أي خطأ أو تراجع في المستوى قد يمنح الخانة للعطالله الذي لن يفرط فيها هو الآخر بسهولة في ظل انتظاره لها لا سيما بعد تصاعد مستواه في الموسم الماضي ومنافسته على جائزة أفضل حارس سعودي.