عندما نتحدث عن حراسة المرمى، طبيعي أن يأتي اسم العملاق محمد الدعيع في المقدمة، وبمسافة بعيدة بينه وبين أقرب المنافسين له. ولا أشك أبدًا في أن أي متابع رياضي سعودي لن يتجرأ في وضع بديل له كحارس مرمى لأفضل تشكيلة تاريخية للمنتخب السعودي، تمامًا كعدم اختلاف الجميع في اسم الأسطورة ماجد عبدالله في مركز رأس الحربة. حديثي اليوم سيكون عن حارس الأهلي ياسر المسيليم الذي اكتشف نفسه من جديد، وأنا هنا لا أقارن أبدًا بينه وبين العملاق الدعيع فإن فعلت هذا فإني سأشابه من يُقارن مخطئًا بين الأسطورة ماجد وغيره من المهاجمين. وبالتأكيد فإن المسيليم وكل حراس المرمى الحاليين يَرَوْن الدعيع الأنموذج الذي يحتذى بفنه وأخلاقه ومهاراته. أعجبني في المسيليم حماسته وإصراره على العودة أساسيًّا بعد أن كان حبيسًا لدكة الاحتياط نتيجة تراجع مستواه الفني وتذبذبه في السنوات الثلاث الأخيرة واعتماد الفريق الأهلاوي على زميله عبدالله المعيوف وتحديدًا الموسم الماضي. المسيليم عاد بقوة ولبس قفاز الإجادة بعد أن حول مواطن ضعفه لنقاط قوة، وأبرزها تعامله مع الكرات العرضية ليقدم موسمًا مذهلًا مع فريقه الذي حقق دوري جميل بكل جدارة واستحقاق. ما يميز عودة المسيليم المبهرة أنها جاءت في وقت بالغ الصعوبة للأهلي بعد أن ابتعد حارسه الأساسي عبدالله المعيوف عقب نهاية الموسم الماضي بشكل مفاجيء، ليظهر المسيليم الذي بلغ ال 32 عامًا ووصل لمرحلة النضج الكروي ويقبض بقفازه الأخضر على خانة الحراسة الأهلاوية دون منازع. لقد أثبت المسيليم أن الحارس بإمكانه أن يكون (نصف فريق) كما يردد دائمًا، حيث فعل ذلك بكل براعة من خلال أرقامه المدهشة وتكامل أدائه هذا الموسم ليضيف نفسه كأحد حبات عنقود الموهوبين في الحراسة السعودية، ولعل الفرصة الآن متاحة له لتعزيز واستدامة مستواه حتى يضمن مقعدًاأساسيًا في المنتخب ليعيد لنا ذكرى وأيام مستوياته المتألقة التي قدمها في نهائيات كأس أمم آسيا عام 2007. علي مليباري تويتر AliMelibari@