أكثر من أربعة عقود من الضوء.. هو موسوعة تحرير.. وخارطة صحافة.. وقائد قلم.. تربّى على "الرياض" ولها.. عاش فيها عمره الأثير، منحها طموحه الرؤيوي فوهبته التاريخ.. تركي بن عبدالله السديري.. منارة الصحافة.. ونظّارة الحروف ومرآة الحضور.. راهن دائماً على المستقبل فعاش غده قبل يومه.. وحين تذاكر أمسه ظل ظلّه الطويل يكفيه مؤنة الذكرى.. ومثوبة الإخلاص في الحياة.. وحين أراد أن يترجّل عنه تفيّأ به الواقع. تركي السديري رجل صحافة.. وقائد مرحلة.. وسيرة زمن مكتوب.. لا تتمعن في بلاط صاحبة الجلالة.. إلا وتجد فيه نقوشًا "سديرية" ومحطّات لا يتجاوزها.. ولا تستعرض قائمة الكتّاب إلا وتجد أجملهم مرّ من هنا.. في تاريخ المواقف "توقّف" أحياناً ووقف دائماً، وفي نمو الضوء لم يكن يوما نبتة ظلّ.. أو هامش رؤيا. بملامحه شاب كبر لشبابه.. وكبير تربّى على رؤاه حتى سار بأحلامه.. وبلغ ما أراد لنا.. لم يكتب سيرته بعد.. لكنه إن أراد كتبته الحياة لنا وقدّمته على طبقٍ من تاريخ، فهو أطول من الزمن وأعرق من استعراضه. إنه "لقاء" الحرف بالحِرْفة .. والإدارة بالرؤيا.. والثقة بالتميز، والمتابعة بالاستمرار.. هو ذاكرة صحيفة.. وسيرة صحافة.. حريّة الجراءة.. كما أنه جراءة الحريّة.. أول المنتمين لإلى الضوء.. وآخر الواقفين له! تركي السديري.. الصحافة حيث تكون سيرةً لا تنتهي..! "الوافي"