كرم اتحاد الصحافة الخليجية مساء أمس، برعاية أمير منطقة الرياض بالإنابة الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز، رواد ومؤسسي الصحافة السعودية، وسط حضور إعلامي كبير، وحضور عدد من أبناء المكرمين المتوفين، في مركز الملك فهد الثقافي في الرياض. وأكد الأمير محمد بن سعد بأن الرواد والمكرمين كان لهم الجهد الكبير في إثراء المشهد الثقافي والإعلامي في تلك الفترة، وأسسوا لصحافة بعيدة عن الصراعات الفكرية، وفي ظروف ليست كاليوم، كما أكد أن الصحافة المحلية وصلت إلى مصاف الصحافة المتقدمة بحياديتها، والبعد عن الانحرافات الفكرية. وأضاف «صحافتنا مصدر فخر واعتزاز، لما أسهمت به من التنوير الثقافي والمعرفي، والتعريف بخطط التنمية، وتوعية المجتمع في شتى المجالات، ودفاعها بكل موضوعية عن مواقف المملكة عربياً وعالمياً». من جهته، أشار رئيس الاتحاد تركي السديري على أن أهمية دور الصحافة في الدول النامية تعتبر أكبر منها من الدول المتقدمة، لكونها تعتبر أداة ووسيلة في يد السلطات التي توجهها كيفما شاءت، وأكد أن الصحافة في الخليج تطورت بشكل كبير، على عكس بقية الدول العربية، وأنها لم تستخدم لتبرير أخطاء الدولة، وأنها اتجهت لتطوير وسائل التنمية، وتحسين الأوضاع الاقتصادية. وأشار إلى أن المنطقة الغربية في المملكة عاشت وعياً وتطوراً مبكراً عن باقي مناطق المملكة، فالصحافة بدأت هناك، وكانت مشكلة الصحافة في تلك الفترة أنها أتت بجهود فردية. وكشف الأمين العام للاتحاد ناصر العثمان بأن التكريم لا يقف عند الكلام والكأس والشهادة، بل هو من أجل إنشاء أرشيف يوثق تاريخ الصحافة الخليجية، وأن يكون مرجعاً ومصدراً للباحثين والدارسين عن تاريخ الصحافة في الخليج. وقال وزير الثقافة والإعلام بالإنابة، يوسف العثيمين، إن التكريم هو رد عرفان وجميل للرواد الذين أسسوا للصحافة في تلك الفترة. ورحب بخطوة الاتحاد بإنشاء أرشيف تاريخ الصحافة في الخليج، وتمنى أن يقوم الاتحاد بتحقيق الأهداف المتميزة التي أنشئ من أجلها الاتحاد. ثم ألقى كلمة المكرمين الأديب سعد البورادي، فقال «لغة الصمت أحياناً أبلغ من وسائل التعبير، إلا أنني في هذه اللحظة أقول لكم باسم المكرمين جميعاً: شكراً جزيلاً على هذا الحفل والتكريم». وألقى بعد ذلك الشاعر خالد الخنين قصيدة في هذه المناسبة، ليبدأ تسليم أبناء وأحفاد المكرمين الدروع. بعد ذلك، افتتح الأمير محمد بن سعد المعرض المصاحب، والذي احتوى على صور الرواد، وقصاصات من إصداراتهم، والصحف التي أسسوها، بالإضافة إلى السير الذاتية لأسماء قد تكون غير معروفة ومغيبة عن المشهد الإعلامي. وأشار بعض الحضور إلى ضرورة التعمق في أعمالهم، وضرورة إجراء بحوث دقيقة تسلط الضوء على مسار حياتهم وظروفهم التي عايشوها في تلك الحقب، والتعريف بهم أكثر. الجدير بالذكر أن المعرض يواصل استقبال الجمهور حتى مساء الغد. بعد ذلك، دشن الأمير محمد بن سعد خلال الحفل كتاب «مؤسسو الصحافة السعودية في المملكة العربية السعودية 1322 إلى 1383»، والذي يوثق حقائق ومعلومات وأسماء غير معروفة للقراء، وحتى لمن هم في الوسط الإعلامي، كما ذكر ذلك عدد منهم، كذلك أسماء لم تكن تتداول، عدا أولئك الذين مارسوا التنوع في الإصدارات في المنطقة الغربية، والشرقية، ثم الرياض، والقصيم. ويُظهر الكتاب معاناة أولئك الرواد، ومن هم أقدم منهم وسط مجتمعاتهم، وما كان يحيط بهم من ظروف سياسية صعبة، وأخرى ثقافية تتعلق بالبيئة، ومدى تقبل المجتمعات لإصداراتهم. كما يحتوي على معلومات نادرة، من بينها معلومة صدور صحيفة سعودية من إندونيسيا عام 1923 باسم «الوفاق»، لمؤسسها محمد سعيد الفتة الحجازي، حيث ركز الإصدار على صحافة الأفراد التي بدأت بصحيفة «أم القرى» الصادرة عام 1343ه. واقتصر الكتاب على الرواد المكرمين الذين أسسوا صحفاً، أو مجلات، أو كانوا أول رؤساء تحرير لها، إضافة إلى احتوائه على عدد من صور الصفحات الأولى من تلك الصحف، أو المجلات. الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز يكرم سعد البواردي