* عادة ما تتخلف الشركات الكبرى في الشرق الأوسط وغيره في مجال الابتكار. إذ بمجرد أن تصل إلى مستوى معين، فإن الضغوطات التنافسية التي تواجهها تقل وبالتالي تفقد نشاطها. وإدراكاً لهذا، فقد بدأت بعض الشركات بالتفكير في الاستثمار في الشركات الناشئة كاستراتيجية لاكتشاف الابتكارات والاستفادة منها في النهاية. ولكنْ هناك طرق للقيام بذلك بنجاح، إلا أن العديد من المؤسسات في الشرق الأوسط لا تتقنها حتى الآن. دعونا نبدأ مع الأساسيات، هناك 3 طرق للابتكار تتبعها الشركات الكبيرة: 1. الابتكار الخارجي: عقد صفقات اندماج واستحواذ. 2. الابتكار الداخلي: الانخراط في البحث والتطوير الداخلي، واختبار المنتجات الجديدة وتوسيع الناجحة منها. 3. الابتكار عبر الاستثمار في مرحلة مبكرة: تأسيس ذراع استثمارية. قبل 5-7 سنوات، لم يكن الابتكار عبر الاستثمار في مرحلة مبكرة عاملاً حقيقياً في العالم العربي. إذ كانت تنطوي الاستثمارات المغامرة أساساً على شراء حصة المنافسين المحتملين لاستبعادهم. لكن في الآونة الأخيرة، بدأت الشركات بالنظر إلى الشركات الناشئة كوسيلة للابتكار. من الناحية الإيجابية، هذا نبأ عظيم. إن ذلك ما يحدث في الكثير من دول العالم المتقدمة، وهي استراتيجية قد أثبتت جدواها. ولكن على الجانب السلبي، يفتقر الشرق الأوسط إلى أسواق يمكن فيها الخروج عبر الاكتتاب العام، بحيث يقتصر المستثمرون على صفقات الاندماج والاستحواذ كوسيلة للخروج وسحب أموالهم من الاستثمار. وهذه مشكلة يمكن التحكم فيها، ولكنّ المشكلة الأهم أن المديرين التنفيذيين في هذه المنطقة ليسوا مستثمرين ذوي خبرة. وبعبارة أخرى، فهم لا يعرفون كيفية تنظيم المشروعات أو تنمية ثقافة روح المبادرة والابتكار. إنهم يستثمرون بطريقة تؤدي إلى سحق الابتكار. على سبيل المثال، يشارك المستثمرون ذوو الخبرة بشكل فعال، حيث يقدمون النصائح ويساعدون الشركات الناشئة في جذب الاهتمام إليها، وينشئون فرقاً قوية ويطورون عروضهم لجعلها عالمية. ولكن في هذه المنطقة، يعامل العديد من المستثمرين رواد الأعمال مثل الموظفين. فهم يفرضون قيوداً تمنع الرواد من التعامل مع المنافسين، أو يفرضون البيروقراطية عليهم. إنهم يريدون التفرد، ويريدون خططاً ل10 سنوات. في الواقع، لا يملك رواد الأعمال أدنى فكرة عن المكان الذي سيكونون فيه بعد 10 سنوات أو حتى 5 سنوات. فقد يضطرون إلى التمحور. ظروف السوق قد تتغير. وكل مدير تنفيذي جديد يملك القدرة على تغيير المناهج. إذا تم استبعاد جميع حالات الشك من عملية ريادة المشروعات، فإن ما يتبقى سيكون مشابهاً لأي شيء إلا العمل الريادي. وبدلاً من ذلك، يجب على المستثمرين في الشركات التفكير مثل شركات رأس المال الاستثماري الحقيقية. وحتى في الولاياتالمتحدة، حيث الشركات الاستثمارية شائعة، تجد المنظمات الكبيرة صعوبة في الحفاظ على المهارات الضرورية لتعزيز الابتكار بدلاً من اهداره.ما يدعوه القادة في الشرق الأوسط بالشركات الاستثمارية هو في الحقيقة ليس كذلك. من المنطقي أن نبحث عن الأمثلة في مكان آخر. على سبيل المثال، تستثمر تقريباً جميع البنوك وشركات الاتصالات في جنوب شرق آسيا في صناديق رأس المال الاستثماري. وتدرك البنوك بأنها ليست خبيرة في هذا المجال، لذلك فهم مقتنعون بالمشاهدة والتعلم. إنهم قد يسعون إلى تضمين بعض البنود التي تمنحهم خيار المزيد من الاستثمارات في مرحلة انطلاق معينة، أو ربما حق الرفض الأولي. وقد يسعون أيضاً إلى مشاركة العلامة التجارية مع الشركة الناشئة حين تكتمل تقنياتها وتوسع أعمالها. ولكن مثل هذه الإجراءات تمنحهم ببساطة فترة من 6-12 شهراً حيث سيملكون فيها أفضلية الابتكار. لكنهم لا يهدرون الابتكار. ومن خلال المشاركة المحدودة في صندوق رأس المال الاستثماري، تشارك المنظمات الراسخة في النموذج الصحيح للابتكار. تعد شركات رأس المال المغامر أكثر مهارة في اكتشاف ورعاية المبتكرين على أمل تحقيق النجاح في السوق. هدفهم البسيط هو إنتاج عائدات مالية قيمة. في المقابل، تميل الشركات المغامرة لأن يكون لها هدف استراتيجي، ومثل هذه الأهداف في الشرق الأوسط يمكن أن تكون مهيمنة لدرجة أن تقضي على أي إبداع حقيقي تقريباً.لتعزيز الابتكار لا يمكن ببساطة الاعتماد على الإجراءات الروتينية. يجب إعطاء المبتكرين مجالاً للإبداع. * الشريك العام للصندوق الاستثماري