من المقرر أن يبدأ قادة حلف شمال الاطلسي (ناتو) قمة يصفها الحلف بالتاريخية، في الوقت الذي حذرت روسيا فيه من أن القمة ستزيد من حدة التوتر في شرق أوروبا. وقال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ في العاصمة البولندية وارسو قبل بدء القمة التي سوف تستمر يومين: "سوف يبعث حلف الناتو برسالة واضحة للغاية مجددا أننا هنا لحماية جميع الحلفاء والدفاع عنهم وسط بيئة أمنية جديدة وأكثر تحديا". وأضاف "سوف تكون هذه القمة تاريخية". وكتب الرئيس الأميركي باراك أوباما في مقال رأي نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية امس "إذا علمتنا العقود السبعة الماضية أي شيء، فان هذا الشئ هو اننا سوف نكون الافضل إذا بقينا متحدين وأقوياء ومتمسكين بحق بقيمنا الديمقراطية. وأنا واثق من اننا سوف نكون الافضل ". ووصلت العلاقات بين الناتو وموسكو إلى أسوأ مستوياتها منذ الحرب الباردة بسبب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في مارس 2014، ودعمها للانفصاليين في شرق أوكرانيا. ومنذ ذلك الحين وكلا الجانبين يستعرضان قوتيهما العسكرية في شرق أوروبا، وتبادلا الاتهامات باستعراض القوة والاستفزازات. وفي وارسو، من المقرر أن يمهد قادة حلف شمال الاطلسي خلال القمة الطريق لنشر أربع كتائب عسكرية، يبلغ قوام كل واحدة منها ما يقرب من 1000 جندي في كل من إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا، والتي تشعر بأنها مهددة بسبب الخطوات التي اتخذتها روسيا في أوكرانيا. ومن المتوقع أيضا أن يتم دعم نشر لواء في رومانيا. وقال الرئيس البولندي أندريه دودا في فعالية قبل انعقاد القمة في وارسو: "يجب أن نؤكد معا أن أي شخص يقع تحت اغراء تطبيق قانون القوة، لمجرد لحظة، سوف يفهم سريعا أن هذا الامر غير مجد". . وأعلنت بريطانيا امس أنها سوف ترسل 500 جنديا إلى إستونيا و150 آخرين إلى بولندا، وقال دودا إن القرار يظهر أن "حلف الناتو متحد وأننا متضامنون". وتأتي التحركات رغم التحذيرات المتكررة من جانب موسكو من أن توسع الناتو شرقا يهدد أمنها القومي. وقال سفير روسيا لدى الناتو ألكسندر غروشكو في مقابلة مع صحيفة كوميرسانت اليومية الخميس "من الواضح أن كل شخص يدرك أنه سيكون هناك رد عسكري من جانبنا" على هذه القرارات. وأضاف ستولتنبرغ أنه لن يكون هناك مبرر لرد فعل روسي لأن أفعال الناتو دفاعية ويتم القيام بها ردا على ما تفعله موسكو في أوكرانيا. وذكر أن الناتو لا يرغب في " اندلاع حرب باردة جديدة" وسوف يواصل السعي لاجراء حوار مع روسيا. ومن المرجح أن يثير تعزيز الناتو لنظام الدفاع الصاروخي في أوروبا غضب موسكو أيضا، ومن المقرر أن يتم تسليم قيادة النظام والسيطرة عليه من الولاياتالمتحدة إلى الحلف خلال القمة.