لا يخفى على كل مسلم، أن الله- تعالى- أمرنا بنصرة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم حياً وميتاً، فقد قال سبحانه: {فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون} «الأعراف: 157». وقد رفع الله تعالى ذكره صلى الله عليه وسلم فقال سبحانه: {ورفعنا لك ذكرك} «الشرح: 4». حتى إن المسلم الذي في أقاصي الأرض، في الصين أو في أفريقيا ليبكي إذا سمع اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويصلي ويسلم عليه. وقد عاتب الله تعالى الذين تخلفوا عن الجهاد معه صلى الله عليه وسلم فقال سبحانه: {ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه} «التوبة: 120». فما قيمة نفوسنا دون نفس رسول الله، وما قيمة الحياة إن وجهت الاستهزاءات والتنقصات إلى حبيبنا صلى الله عليه وسلم ونحن مشغولون أو متشاغلون؟! إنه لخطأ عظيم، وخطب جسيم (والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم) «التوبة: 61». خبنا- والله- إن تركنا نصرة رسول الله، ذاك الرسول الذي يأتيه الخلائق يوم القيامة- كما في حديث المحشر الطويل في الصحيحين- فيقول: أنا لها، فيذهب صلى الله عليه وسلم ويخر تحت العرش فيلهمه الله من التحميد والتسبيح ما يلهمه، ثم يقول له: يامحمد ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعطه. واشفع تشفع.فيقول: يارب أمتي أمتي. عجباً.. في ذلك اليوم العصيب كل يقول: نفسي نفسي، إلا رسولنا عليه الصلاة والسلام يقول: أمتي أمتي!! إننا نعيش في هذه الأيام حملات جائرة، وغارات متلاحقة، ووثبات قذرة من ملل الكفر، لتشويه صورة الإسلام، والعبث بثوابته، والسطو على عقيدة المسلمين الموحدين، بالتحريف تارة وبالتبديل تارة أخرى، منفقين كسادهم ذاك عبر صحفهم وقنواتهم ووسائل إعلامهم، ومع جهودهم تلك، وتداعيهم على الإسلام تمييعاً، وترقيقاً، وإبطالاً، إلا أن فزعتهم هذه، ما هي إلا زبد يذهب في الأرض جفاء: {يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون} «الصف: 8».