قال تعالى في كتابه العزيز ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب) الآية الحجرات. وقال تعالى أيضاً (الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب اليم) التوبة : 79. وقال سيد الخلق أجمعين سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيئاً وإن تكلم اخاك وأنت منبسط إليه وجهك ان ذلك من المعروف). وقال أيضا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) صدق سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. خلق الله البشر كلهم من أصل واحد ولأن الخالق هو الله سبحانه وتعالى لذلك لا فضل في لون ولا بلد ولا طول ولا قصر لأن ذلك جميعه لم يكن باختيار الانسان وانما اوجده الله سبحانه وتعالى ، ان الاحتقار والسخرية بسبب لون أو خلقه.. أو بلد أو نسب أو فقر أو عاهة فإن ذلك يخالف الأدب الرباني ويفرق شمل المسلمين ويحدث التباغض والخلاف ، والحذر فقد يكون المحتقر اكرم عند الله وأفضل ممن احتقره أو سخر منه لذلك اشتد انكار الله تعالى على الساخرين والمحتقرين ، والسخرية والاحتقار من أعمال الجاهلية التي انكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعظم الرسول صلى الله عليه وسلم على السيدة عائشة رضي الله عنها عندما اشارت بيدها إلى صفية بأنها قصيرة ، قال : (لقد مزحت بكلمة لو مزجت بها ماء البحر لمزج) رواه الترمذي. وهناك تسميات سلبية تلصق بالأطفال ذي الصعوبات حتى يكبروا وتؤثر على علاقاتهم الاجتماعية تأثيراً بالغاً مثل المكفوفون، والصم والبكم والمشلولين والمتخلفين عقليا و...و..... إلا أنه ظهرت تسمية جديدة وهي أفضل كثيراً وجميلة وتدخل السرور عليهم وهي ذوو الاحتياجات الخاصة وهى أفضل كثيراً من بقية الأسماء. ان القرآن الكريم قد حث على نصرة الضعيف واعانته ومساعدته والوقوف بجانبه وإعطائه منزلة عند الله سبحانه وتعالى وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ان الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم). فيا سادة ياكرام دعونا نعلم ابناءنا وبناتنا الحذر من السخرية أو الاحتقار أو الاستخفاف بالاخرين فان الله سبحانه سوف يكون بالمرصاد وهو قادر على سلب النعمة من المستخف واعطائها لمن سخر منه أو استخف به وقال سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك) ونذكرهم دائما وابداً بقوله صلى الله عليه وسلم (هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم) رواه البخاري. اللهم اصرف عنا السوء برحمتك يا ارحم الراحمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.