ماهي القصة؟!. بالتأكيد أن الزمن لايمكن ان يعود للوراء وجميع المحاولات التي تمت لإعادته قدمته بطريقة باهتة جدا. وفي الإعلام تقدم الأفكار الجديدة روحها بسرعة وتصبح من الماضي وأي فرصة لإعادتها من جديد هي محاولة لإعادتها خالية من الروح لذا من المؤكد أنها لاتسحر الجماهير. ولكن هذه الحكمة التقليدية تفقد تماسكها مع التطور الجديد الذي يجري في أفلام الكرتون القديمة التي بدأت تعود للفضاء وأصبحت القنوات تبحث عن أكثر هذه المسلسلات قربا من ذاكرة الناس وتقوم بعرضها. على الرغم من أن هذه المسلسلات القديمة تعتمد على الرسومات الفنية القديمة إلا انها مازالت تحظى بإعجاب فئة الرجال الذين يعرفون هذه المسلسلات واغرموا فيها وأطفالهم الصغار الذين لايعرفون عنها شيئا. قناة سما دبي بدأت تعرض مسلسل غرانديزر وهو كما يقول الأستاذة دلال العامري المسئولة عن البرامج في قناة سما دبي يحظى بمتابعة واسعة وتضيف: «بعد عرضنا مسلسل غراندايزر أتتنا مئات الاتصالات المعجبة والمطالبة من الكبار والصغار المطالبة بعرض عدد أكبر من هذه المسلسلات. بحسب ردود الفعل التي نلمسها في القناة فإن مثل هذه المسلسلات متابعة جدا ومحبوبة وأعتقد أن القنوات الفضائية ستلتفت لها وستعرضها من جديد». ولكن مثل هذه المسلسلات الكلاسيكية لم تعد تصنع كثيرا في السنوات الأخيرة ركزت الشركات على إنتاج الأعمال الكرتونية التي تتميز بالحركة والسرعة والمشاهد العنيفة وهذا ما أصبح يجذب الاطفال بحسب الأستاذ علاء نعمة مدير شركات سبايس تون ويضيف:أظن أن سوق الأعمال الكرتونية الكلاسيكية لن يعود ثانية. الأطفال الآن أصبحوا يتعلقون أكثر بالأشكال الغريبة والتي تتميز بالديناميكية والخفة وهذا يعكس العصر الذين يعيشون فيه. المسلسلات عن الحيوانات أصبح تقليدية جدا وبالنسبة لأصحاب الشركات هذه أعمال غير مربحة أبدا. قد يكون هذا على مستوى ثقافي غير جيد ولكن هذا مايحدث الآن. الفنان وحيد جلال صاحب الصوت الساحر والذي جسد الشخصية الكرتونية الشهيرة جون سيلفر يرى أن هذا التدهور يأتي كامتداد للتدهور الثقافي والفني الجاري في العالم العربي ويضيف:المنتجون يروجون على أن هذه الاعمال التي أنتهى وقتها وهذا غير صحيح. في الغرب مازالوا يعملون أطفالهم من خلال الكتب والمسلسلات الكرتونية العميقة . بالطبع لن تقدم الأعمال الكرتونية كما في السابق من ناحية الرسم وتطور القصة فكل شيء أختلف ولكن الاعمال التي تحمل بعدا إنسانيا يجب أن تقدم لأطفالنا لانها تساهم في تغذية أرواحهم وإضاءة عقولهم وإعطائهم معنى أكثر عمقا عن الحياة. أعتقد أن فرض شروط على المنتجين يجبرهم على تقديم أعمال محترمة وقيمة هو الذي سيساعد على ذلك. ولكن في العالم العربي يبدو وكأن الفنانين والمنتجين يعيش كل منهم في عالم منفصل عن الآخر. المنتجون يرون في الفنانين مجرد منظرين منفصلين عن الواقع وسيؤدي اتباع نصائحهم إلى كارثة مادية والفنانين يرون أن المنتجين يفتقدون إلى الحس الفني الخلاق وأغرقوا الساحة الفنية باعمال رخيصة جدا. الفنان الكويتي جاسم النبهان الذي لعب دور نامق في المسلسل الكرتوني الشهير «عدنان ولينا» التي مازالت محفورة في ذاكرة الكثيرين يقول: (دعني أركز على الموضوع أكثر. هناك رداءة في الإنتاج الكرتوني العربي وسببه الرئيسي ليس كما يقال موجة الرداءة العامة التي تجتاح العالم العربي. موجة الرداءة موجودة في المنتجين وهي التي يجعلهم يشترون أعمال كرتونية تافهة جدا تفتقد لأي لمسة روحية إنسانية وهي تنعكس على الأطفال بحيث تجعلهم يشعرون بسطحية وجفاف الحياة). ويهاجم النبهان مؤسسة الإنتاج الخليجي المشترك بتقديمها أعمال رديئة يتم تقديمها بشكل باستديوهات متواضعة في سورية لأنها لا تريد ان تدفع لذلك تقدم أرخص الأعمال. يبدو هذا انقسام عصي على الإصلاح ولكن هذا لايبدو موجود بين الناس الذين يظهرون لحد الآن محبة لمثل هذه النوعية من المسلسلات.