أخشى أن يأتي يوم ونجد ان احدى الصحف المحلية نشرت خبراً يفيد أننا وصلنا لنسبة اضحية لكل مواطن سعودي حياً أو ميتاً.. الأكيد أنني لست ضد الأضحية لكل بيت، ولكن لا أعتقد أنه من السنة أن يكون في كل منزل عشرات الأضاحي حيث يصر كل ابن على ذبح أضحية لأبيه المتوفي وكل بنت تفعل ذلك بحجة كسب الأجر لهم ولوالديهم أو والداتهم المتوفين رحم الله موتى المسلمين والمسلمات.. الإشكال أن بعضنا تختلط لديه الأمور بشكل كبير حيث يعتقد أن العبادة أحيانا عادة والعكس..، لنرى كيف حصل ذلك، السنة أن رسول الخير والسلام ضحى لنفسه وأهل بيته ولأمة محمد بأضحية واحدة..، أما نحن فكل فرد لا يقتنع ان لم يضحي لنفسه بواحدة ولوالديه باثنتين أو واحدة ان كان أحدهما على قيد الحياة..، ثم يأتي التظاهر العجيب حيث يتم تقسيم الأضحية حسب ما جاءك من الآخر وليس حسب ما يجب وفق التقسيم الشرعي، بل إن أغلبنا يقوم بتوزيع كامل أضاحيه حتى لا يقال عليه بخيل دون أن يصل أهل بيته شيئاً مع أن التقسيم الشرعي يؤكد أن لأهل البيت الثلث..؟؟ ولكن العادات تغلب على المفهوم الشرعي.. مازلت أؤكد مرة أخرى على ضرورة توعية المواطن السعودي بمفهوم الأضحية حتى لا تصل مع مرور الوقت لخلط غير منطقي بين العادة والعبادة.. أتمنى من علمائنا الأفاضل توعية الأهالي بشكل دائم وواضح وبسيط، لأن بعضنا للأسف رغم بساطة دخله يضحي بل إن البعض يستدين ليضحي بأكثر من أضحية...، والبعض الآخر يجدها نوعاً من التباهي والتفاخر بأنه ذبح هذا الصباح عشراً من الأضاحي..، الإشكال ان البعض يريد الأجر والثواب فيخطئ بحق نفسه كثيراً... أتمنى أن نعي جميعاً أن الأضحية الواحدة تكفي لأمة محمد بما في ذلك موتانا وأهل بيتنا... لا أعتقد أن في ذلك إهداراً للثروة الحيوانية وحسب، بل إن فيه خلطاً لمفهوم الأضحية إذ أن بعضنا يعتقد أنه لا يجوز أن يشرك فيها أكثر من فرد، وبعضنا يعتقد أن اضحية أهل بيته لا يستحب أن يشرك فيها الموتى، وان اضحية أهله الموتى لا يستحب أن يشرك فيها أهل بيته من الأحياء...، وبعضنا يخاف أن يقيم في منزل لا يريق فيه دم أضحيته كل عام.. وهكذا من المعتقدات غير الشرعية، والتي تكتمل بطريقة توزيعنا للأضحية حيث نعطي كل أسرة حسب ما أعطتنا مع أن الشرع في ذلك كان واضحاً جداً ولا مجال للبس...، بل إن بعضنا يقوم أيضاً بتوزيع جزء مما جاءه حين تنتهي أضحيته لأن تقسيمه لم يكن في الأساس شرعياً.. لا أريد الاسترسال أكثر، لأنني سبق وأن طرحت الموضوع غير مرة، ومازلت أعتقد أن على علماء الدين مسؤولية التوعية خاصة للنساء والرجال كبار السن حيث الاصرار على تعداد الأضاحي، ولبعض الأفراد من ذوي الدخل المحدود حيث الاستدانة للذبح المتعدد أيضاً.. الأكيد أنني مع الأضحية كسنة نبوية ولكن ضدها كعادة اجتماعية..