عقد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا مساء أمس المؤتمر الصحافي السنوي بمقر تدريب الامن العام في العزيزية بمكةالمكرمة بعد جولته على الاجهزة الحكومية ذات العلاقة بشؤون الحج والحجاج في المشاعر المقدسة ومكةالمكرمة لتفقد استعداداتها لخدمة ضيوف الرحمن. ورحب سموه في بداية المؤتمر بوسائل الاعلام المحلية والعربية والاجنبية مؤكدا ان الجهات المعنية بالمملكة تعمل على تسهيل مهمتهم في نقل مناسك الحج بصدق وأمانه يجسدان أهمية ومكانة هذه المناسبة العظيمة. وقال سموه «تقديرا للاعلام بكل وسائله المرئية والمسموعة والمقروءة وايمانا بأن الاعلام أمر اساسي في حياة الانسان ان علينا ان نيسر لكم كل الوسائل لتتمكنوا من القيام بمهمتكم بشيء نسال الله ان يكون مناسبا». بعد ذلك اجاب سموه على اسئلة الاعلاميين والصحفيين حيث قال سموه في رده على سؤال عن وجود خطة مستقبلية لتوسعة الاماكن المحيطة بالحرم المكي الشريف لتسهيل حركة الحجيج «انه أمر طبيعي جدا.. فهذا الامر هو محل اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويرعاه بنفسه.. وهو مأخوذ في الحسبان في تطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة». وأضاف سموه «ان اللجنة المعنية بهذا برئاسة سمو أمير منطقة مكةالمكرمة تعمل على تحقيق ما امكن من زيادة السعة للمساحات المحيطة بالحرم المكي وتيسير الوصول الى الحرم من كل الجهات ان شاء الله». وعن وجود نية لاعادة النظر في عدد الحجاج القادمين من كل بلد قال سموه «معلوم ان الحصص هي حسب عدد سكان كل دولة.. وهذا قرار من منظمة المؤتمر الاسلامي.. فهذا الامر يعود لتلك المنظمة اذ هي التي اصدرت القرار وهي التي تقرر في ذلك الشأن». وقال سمو وزير الداخلية في اجابته على سؤال عن اوضاع الحجاج العراقيين القادمين للمملكة «بالنسبة للاخوة الحجاج العراقيين كان المتبع انهم يحصلون على تأشيرة الحج من سفارة المملكة في عمان بالاردن.. ولكن تقديرا لظروف العراق فاني احب ان اقول وأؤكد اننا قد مكنا العراقيين القادمين للحج أن يمنحوا التأشيرة من المنفذ الذي بيننا وبين العراق (جديدة عرعر) وكذلك نمنحهم التأشيرات من المطارات». وتابع سموه قائلا «اذاً ليس هناك مشكلة.. كما ان هناك زيادة في العدد ومع هذا سمحنا لهم بالدخول كما اننا دائما نأمل من الجميع ان يتقيدوا بتعليمات الحج». وأضاف سموه «نرجو ان شاء الله ان لا يأتي الحج القادم الا والعراق الشقيق في وضع افضل حتى يتيسر هذا الامر وكل الامور الاخرى ان شاء الله». وعن الإجراءات التي تتخذها المملكة مع السعوديين العائدين من العراق وهل يشكلون جيلا جديدا من المتطرفين قال سموه «لا شك اننا نتابعهم متابعة دقيقة ولنا اتصالاتنا مع السلطات المعنية في العراق ونعمل على عودتهم للمملكة ونرفض رفضا كاملا ونحارب خروجهم من المملكة.. لكن هناك سبلاً متعددة لان يخرجوا الى دولة أخرى ثم من هناك يذهبون للعراق.. أما ان يذهبوا مباشرة من المملكة فهذا يكاد يكون مستحيلا بسبب التشديد على الحدود ومنع الدخول بغير الطرق المشروعة او عن طريق غير المنفذ الذي بيننا وبين العراق». وأكد سموه رفض المملكة ذهاب احد من أبنائها للانضمام الى من يعملون في الإرهاب وقال «هذا امر معلوم ان المملكة تحارب وترفض ان يكون من السعوديين من يذهب الى هناك من اجل هذا الغرض ونحن نوليه جل اهتمامنا». وتابع سموه قائلا «لاشك انهم يشكلون خطرا في العودة ولذلك فنحن حريصون على انه اما يسلموا لنا.. أو اذا دخل المملكة فاننا نبحث عنه كما نبحث عن اي اسم ثابت لدينا بأنه تعامل مع الإرهاب». وعن الإجراءات الإضافية التي اتخذت لتسهيل حركة الحجاج ومنع وقوع الحوادث أكد سموه حرص الدولة الدائم على معالجة اي مشكلة في سبيل التسهيل على الحجاج اداء مناسكهم مع السعي الدائم في التطوير لتقديم افضل الخدمات لهم مشيرا سموه الى ان ما سبق ان حدث اخذ في عين الاعتبار وتمت دراسته وتحليله واتخذت بشأنه الإجراءات المناسبة لعدم تكراره بعون الله وقال: «ان ما اتخذ سيقلل من هذه الأمور ان شاء الله». وأكد سموه ضرورة تفهم حجاج بيت الله الحرام للتنظيمات والإرشادات التي وضعتها الدولة لتنسيق أدائهم المناسك بكل طمأنينة وسكينة وهدوء مطالباً بعثات الحج بتوعية حجاجهم في هذا الشأن. وأشار سموه الى أن الجهود مبذولة في كل المجالات لخدمة الحجيج داعيا الله التوفيق والعون في الحفاظ على سلامة حجاج بيت الله. وتعليقاً على سؤال عن سبب تأجيل محاكمة الإرهابيين الموقوفين لدى الجهات الأمنية وهل هذا التأجيل قد يسمح للآخرين بالانضمام لهم او يشجع على تجنيد المزيد من الشباب قال سموه «ارجو ان يكون معلوما تماما اننا لن نتردد ابدا وهذا الذي سيكون.. فهؤلاء سيحالون إلى القضاء الشرعي.. وسيحكم فيهم شرع الله ولسنا مترددين في هذا.. ولكن النواحي الأمنية لها اعتباراتها وهي قضية واسعة». واردف سموه قائلا «نحن ما كنا نتمنى ان يكون هناك قتلى من الإرهابيين.. كنا نريد احياء لنأخذ منهم معلومات ونحاول ان نعيدهم صالحين.. فليس هدف رجال الأمن هو القتل ولكن الهدف هو القبض عليهم الا من يستعمل القوة ويريد ان يقتل رجال الأمن فبالتالي يجب أن يتم التعامل معه بنفس القوة بل واكثر وهذا معلوم». وتابع يقول «تعلمون العدد الكبير للذين قتلوا.. اما من شارك في جرائم كبيرة وأمكن القبض عليه فمصلحة التحقيق ومصلحة القضية ككل تقتضي عدم الاستعجال في احالتهم إلى المحاكم حتى نستكمل كل الأمور وحتى نأخذ ما لديهم». واضاف سموه قائلا «يجب ان يكون في علم الجميع انه لا تأخذنا في هؤلاء لومة لائم وأننا دائما نعتمد ونعمل على تحقيق ما يحكم به كتاب الله وسنة نبيه ونتعامل في هذا الأمر من هذا المفهوم.. وكما علمنا الإسلام كيف نتعامل مع المجرمين.. ولكن للاجهزة الأمنية اساليب ووسائلها التي تريد ان تصل بها لاكثر ما يمكن من الحقائق حتى نتعامل من واقع العارف لحقائق هؤلاء». وأكد سمو وزير الداخلية ان الهدف ليس فقط محاكمة المنفذين وتنفيذ الحكم بالسجن او القتل اللذين لهما انظمتهما القائمة وانما الهدف هو محاربة جريمة الإرهاب بشكل عام مشيرا سموه إلى ان سبب التأخير هو فقط أن هناك متطلبات للتحقيق للوصول إلى الحقائق والى اكثر معلومات ممكنة عن هؤلاء واساليبهم ومصادر توجيههم وتمويلهم واشياء كثيرة. ورداً على سؤال عن ما تم بشأن تزايد اعداد المتسولين في الحج قال سموه «للاسف ان بعض القادمين الى بلادنا للعمل او للزيارة او للعمرة او للحج يحاولون ان يمتهنون هذه المهنة.. وطبعا الاجهزة المعنية ومنها وزارة الداخلية تحارب هذا الامر فكلما تم القبض على احد طبق بحقه النظام نجده يعود بنفس الطريقة.. ولكن هذا لايعني الا أننا سنكثف العمل للقبض على هؤلاء أينما كانوا ونتعامل معهم بشكل جاد وابعادهم فورا الى بلدانهم والبحث عن من يوظفهم لهذا الامر لان هناك للاسف افرادا يسخرون اطفالا لهذا العمل والتسول». وأهاب سموه بجميع المواطنين والمقيمين الكف عن اعطاء مثل هؤلاء اي شيء حتى يمتنعوا هم من انفسهم عن ذلك اذ لم يجدوا من يعطيهم وقال سموه «الافضل لمن يريد ان يتصدق ويطلب ما عند الله ان يبحث عن المستحقين فعلا ويعطيهم هذه الصدقة بدلا من هؤلاء لان هؤلاء لايستحقون ان يعطوا شيئاً.. وان كان مواطنا فالدولة معنية بشكل كامل بأن تتكفل بهذا الانسان ان كان يتيماً فتتولى رعايته حتى يرشد ويمكن من التعليم ويمكن من ايجاد عمل له.. وان كان فقيرا كذلك يتم ايجاد عمل له وان كان عاجزا يخصص له راتب يستطيع أن يعيش منه». وأكد سموه ان الاهتمام بهذا الموضوع قائم مرجعا السبب في وجود حالات التسول الى كثرة القادمين للمملكة وقال «لو تابع أحد هذا الامر فلن يجد وجها معينا لنفس الشخص يتكرر وجوده خلال أشهر مما يدل على أن هناك من يقبض على هؤلاء ويتعامل معهم حسب ما أشرت اليه بهذا الامر». وتمنى سموه ان يأتي الوقت الذي لا نجد فيه من يتسول في طرقاتنا وأمام مساجدنا وخصوصا في بيت الله الحرام أو في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم موصيا سموه من يريد أن يتصدق أن يبذل صدقته الى مستحقيها الذين لا يسالون الناس الحافاً. وفي أجابته على سؤال عن عدد القوات التي تستخدم في حج هذا العام قال سموه «هناك عدد يزيد عن ستين الف رجل مكلفين بأمن الحج ويعملون بكل المجالات كما أن هناك كذلك قوات احتياطية موجودة .. وكل الاحتياجات الامنية مأخوذة بالحسبان وأن الاعداد كافية بكل تجهيزاتها». وحيال وجود أجراءات اضافية لحراسة الحدود السعودية العراقية تحسبا لقيام (متسللين) منشقين بالقدوم للمملكة «نحن مهتمين وهناك حرس الحدود بأمكانياته القادرة بطبيعة مسؤولياته على منع أي شيء يأتي من هناك ومن أي حدود كانت بأي طريقة غير مشروعة ولو أحتجنا أو وجدنا طرق تدعو الى قوات أكثر فنحن قادرون على ايجاد هذه القوات في وقت قصير أن شاء الله». وعن وجود خطط لتجاوز بعض المشكلات موسم حج العام الماضي قال سموه « الحمد لله العام الماضي لم يحدث الا زحام قليل ومحدود يعتبر شيئاً عادياً ولكن مع هذا فقد اتخذت تحسينات وبعض الإجراءات التي سمح بها الوقت لانه الفترة ما بين موسم الحج والموسم الذي يليه سنة.. فنود إن شاء الله ان تؤدي المطلوب وسنتخذ ما اتخذناه العام الماضي واكثر لهذا الأمر.. واملنا بالله ان تنعدم حوداث الزحام خصوصا في جسر الجمرات». واكد سموه ضرورة توعية الحاج والتزامه بالسكينة والهدوء وقال سموه «في قناعتي الشخصية بحكم مباشرتي لهذا العمل فانه لو كان هناك هدوء وسكينة ما حدثت هذه الأمور.. ولكن مع الاسف فان هناك تزاحماً مصطنعاً نتيجة واقع التدافع والاستعجال للوصول الى الجمرات اضافة الى اننا نتعامل مع حجاج ونتعامل مع اناس اتوا لاداء فريضة ولا نستطيع ان نستعمل القوة ولانقبل لأحد من رجالنا ان يكون شديدا أو عنيفا في تعامله مع الحاج. وقال سموه «لهذا فاننا نلتزم بتوجيه قيادتنا وتوجيه رجال الأمن بان يكونوا حازمين ويكونوا في نفس الوقت لطيفين مع حجاج بيت الله.. والجمع بين ذلك عملية صعبة ولكن الحمد لله استطاع رجال الأمن ان يقوموا بهذا فعلا فهم حازمون ومنفذون لجميع الخطط لكنهم في نفس الوقت يتعاملون مع الحجاج بلطف وادب واحترام ويتحملون أي اساءة او تعب لان هذا واجبهم». وأبرز سموه اشياء تم تنفيذها في هذا الصدد مشيرا الى ان ما تم تنفيذه ليس هو كل شيء فهناك اشياء تحتاج لها أعوام والعمل جار داعياً الله ان يكون هذا الحج ناجحاً وقليل الحوادث مثلما كان حج العام الماضي ان لم يكن اكثر. وردا على سؤال عن ان تأثير اي توسعة مستقبلية للحرم المكي على جبلي الصفا والمروة قال سموه «الجميع يقدر الواقع الحالي في توسعة الحرمين الشريفين فالكل يعرف كيف كان الحرم الشريف قبل اكثر من خمسين سنة وما هو الآن.. ومع هذا فكلما امكن عمل شيء يمكن اكبر عدد من الصلاة او الطواف في الحرم فسيعمل ولكن التكوين الطبيعي لمكةالمكرمة ولموقع الحرم يفرض علينا واقعاً معيناً». وأضاف سموه «لا يوجد مكان في العالم او مسجد في العالم في الماضي او في الحاضر يستوعب اكثر من ثلاثة ملايين انسان في وقت واحد». ولفت سموه الى ان العدد سيزداد اذا لم يكون هناك تفهم لدى الجميع سواء كانوا قادمين للحج او للعمرة او مقيمين في مكةالمكرمة من المواطنين وغيرهم بان يعرفوا ان مكةالمكرمة كلها حرم وليس من الضروري ان هناك تميزاً في اداء الصلاة فكل الفروض في الحرم الشريف.. وحتى يقل التزاحم يكفي الإنسان انه يصلي بعض الفروض او يأتي للطواف في وقت مناسب.. فمهما كان فاذا زادت التوسعة سيأخذ زيادة مائتين او ثلاثمائة الف ثم سيأتي اكثر واكثر. وأشار سموه الى ضرورة ان يراعي الحاج والمعتمر حرمة هذا المكان في الهدوء وفي الحركة وفي عدم رفع الصوت بشكل يؤذي الطائفين او المصلين.. لأنه يلاحظ مرات عدة ان هناك اشخاصاً يرفعون الصوت حتى بالذكر وهذا امر غير مندوب شرعاً. وفي إجابته على سؤال عن الابقاء على آثار اسلامية في جدة بمنطقة مكةالمكرمة قال سموه «ان مكةالمكرمة كلها أثر اسلامي.. فلو ابقيت كما كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم او الخلفاء الراشدين لما كانت قادرة على ان تستوعب هذا العدد من السكان او القادمين. فالتغير موجود حتى في وقت الخلافة الراشدة وحتى في عهد دولة بني امية والعباسيين وكل العهود التي مرت.. فكون انه يحدد اثر معين فهذا فيه وجهات نظر». وتابع سموه يقول «الدولة حريصة على الحفاظ على اماكن العبادة أما الامور الاخرى فمن الصعب الحفاظ عليها اذ أن هذا لا يماثل ما ذكر عن حي من احياء جدة حيث ان ذلك الحي لا يمثل الا نموذجاً لاعطاء فكرة فهو (عبارة عن 200 متر في 200 متر) وهذا قد يحدث في اي مدينة في المملكة وهو موجود بمكةالمكرمة.. فأرجو ان تفهم الامور بالشكل الصحيح وان ما امرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم او ما ورد به نص قرأني من الله عز وجل او ما سنه الخلفاء الراشدون او التابعون فهذا هو الامر الذي نحافظ عليه.. اما اجتهادات البشر وتفضيل مكان عن مكان لوجود اثر معين فليس هناك نصوص شرعية تلزم بهذا والا لتركت مكة كلها مثلما كانت.. فمكةالمكرمة لم تترك قبل العهد السعودي كما كانت.. اذ انها كانت دائما في تطور ولابد ان يطول التطور والتقدم مكةالمكرمة فهي لها الاولوية في التطوير والتقدم وهذا ما حصل فهي لابد ان يكون فيها المباني الصالحة لسكن الحجاج والمعتمرين والمقيمين ولابد ان يكون فيها الطرق الفسيحة ولابد ان يكون فيها كل شيء يمكن الانسان من ان يعيش في مدينة متطورة». وأكد سموه أن من اهم ما يتم التركيز عليه في التطوير هو الحرم المكي الشريفي وما حوله لخدمة الحجاج والمعتمرين.. ودليل الاهتمام موجود في التوسعات التي تمت في العهد السعودي في حياة الملك عبدالعزيز والملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحم الله الجميع كما يهتم به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الآن في هذا المجال. وأكد سموه الحرص الشديد على سعة كل ما حول الحرم لافتا النظر الى ان العدد سيظل اكبر من ان يستوعبه موقع معين وقال «لعل في تفهم المسلمين.. ويتركون فرصة ومجالا لاخوانهم المعتمرين لاول مرة الذي يمكن لا يحصل له الطواف الا مرة واحدة في الشهر.. يعرفون ان المكان فيه زحام». وخلص سموه الى ان ما يمكن عمله بهذا الشأن فقد عمل وما يمكن ان يعمل سيعمل. وحول تجفيف منابع تمويل الإرهاب والتي أشار إليها مؤتمر القمة الإسلامية في مكة مؤخراً قال سموه إننا عشنا هذه القمة وكلنا أمل في أن ما أجمع عليه القادة يوضع موضع التنفيذ، وتبرئة الإسلام من الأمور التي تسيء إليه، وأن تعمل كل دولة على مواجهة الإرهاب وتجفيف مصادره، بل وأن يعمل العالم الإسلامي والعالم أجمع على تجفيف منابع الإرهاب، وأن يكون العمل محصوراً لمواجهة ذلك. وأشاد سموه بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على عقد القمة منوهاً بقرارات القمة والتي من بينها مكافحة الإرهاب الذي حرضت المملكة على محاربته والدعوة لذلك، مبيناً أن خادم الحرمين الشريفين قد دعا إلى إنشاء مركز عالمي لمواجهة الإرهاب. وعن الاتفاقيات الموقعة لمكافحة الإرهاب أوضح سموه أن وزراء العدل العرب وقعوا اتفاقيات لمكافحة الإرهاب عام 1998م وأملنا أن تسعى وسائل الإعلام إلى إيضاح الصورة الحقيقية لهذا العمل وتبرئة الإسلام منه. وحول الأحداث الداخلية التي يعيشها العراق أشار سموه الكريم إلى أن ما يحدث أمر مزعج ومؤلم لكن هذا هو الواقع للأسف، فالعراق الشقيق أصبح مركزاً من مراكز الإرهاب وتصديره بالنسبة للمملكة، فقد تعاملنا مع دول الجوار لمكافحة الإرهاب وهناك نتائج جيدة وسيعقد قريباً اجتماع لوزراء داخلية دول الجوار العراقي والذي دعت إليه المملكة لمكافحة الإرهاب والعمل على مساعدة الأشقاء في العراق لتحقيق الأمن، مؤكداً سموه أن المملكة تعمل وتؤمن وستستمر في مكافحة الإرهاب مهما كانت العقبات للوصول إلى أعمال جيدة وإيجابية وتعطي نتائج لتحقيق الأمن وتحارب هذه الجريمة التي أساءت للإسلام. وتعليقا على سؤال عن ما تردد من انباء حول محاكمة إرهابيين بعد عيد الأضحى قال سموه «لا.. لم يحدد وقت لان الوقت تحدده النتائج وقناعة الأجهزة المختصة الأمنية في استكمال التحقيقات المطلوبة والتي تجسد هذا العمل ويكون واضحا حتى تكون الأحكام فاعلة وطريقة تطبيقها يكون فيها فعلاً ردع للارهاب». وعمّا إذا كان قد تم ضبط منشورات لدى حجاج قادمين من الخارج نفى سموه وجود مثل هذه الحالات حتى الآن وقال: لم نضبط في موسم حج هذا العام وحج العام الماضي أي شيء من هذا النوع ولله الحمد. وحول ما إذا كانت مؤسسات الطوافة ستستمر على نظامها التجريبي أم تطويرها أوضح سموه أن هذا الأمر محل اهتمام الدولة ممثلة في وزارة الحج وقد قطعوا مشواراً طويلاً وآمل أن يخرج النظام بشكل يليق بهذا العمل الواجب وعلينا الانتظار وأتوقع أن يكون قريباً. وحول مسيرة جائزة نايف للحديث والسيرة النبوية قال سمو وزير الداخلية: إن الجائزة موجودة لأهداف نرجو أن تتحقق ومن هذه الأهداف خدمة الدين الإسلامي وأن تكون أعمالنا صالحة ومرضية لله عزَّ وجل. وقد حضر المؤتمر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية ومعالي وزير الحج الدكتور فؤاد عبدالسلام الفارسي ومعالي وزير الثقافة والإعلام أياد بن أمين مدني وعدد من المسؤولين من مدنيين وعسكريين.