قد يصعب على الإنسان تخيل الأخطار التي قد تصيبه من أمور يظنها تافهة لا تعنيه في أمره شيئاً، ولكنها في لحظة قد تنقلب وتتحول من تفاهتها إلى أمور عظيمة يصعب السيطرة عليها. هذه الأشياء التي اعتاد رؤيتها فاستسهل أمرها واستخف بها لتتزايد وتنتشر دون أن يكون لها نظام يحكمها ويضبطها! إنها الدراجات النارية التي تنطلق في شوارع الرياض العامة الرئيسية أو الفرعية في أحيائها الحديثة أو الشعبية تنتشر في الرياض ومدن المملكة الأخرى، بشكل عشوائي دون أن يكون لها لوحات تصنفها أو تدل على أصحابها أو أن يكون لها ضوابط تحكمها ترى أصحابها وأغلبهم من العمالة الوافدة يركبونها دون أن يراعوا فيها شروط السلامة أو الضوابط العالمية المتبعة فيها والتي من أهمها ارتداء الخوذة لحماية الراكب الذي عادة ما يقودها بسرعة جنونية يسابق بها أسرع السيارات ينتقل من اليمين إلى اليسار كما الأفعى دون أن يتخذ له مسارا ثابتا ويقفز الأرصفة مما يعرض سلامة الآخرين الذين يشاركونه الطريق من قائدي سيارات أو مشاة للخطر، في تمادٍ عجيب يحدث أمام أعين رجال المرور أحيانا وبعلم منهم دون أن يتخذوا في ذلك أي إجراء يردعهم ويحد من خطورتهم. بل إن البعض يستغل تسامح المرور والأمن معهم فيستعملها كوسيلة سهلة للاعتداء على المارة وسرقتهم، فيخطف حقائبهم بسرعة ثم ينسل مسرعاً في الأزقة الصغيرة أو الشوارع الفرعية دون أن يتمكن منه أحد أو يرشد عليه فلا توجد لوحات تدل عليه ولا تكشف هويته أو تمكن من القبض عليه أو الوصول له. إن تكاثر هذه الدراجات النارية العشوائي وسهولة استخدامها وتملكها خصوصا من قبل الوافدين الذين أثبتت كثير من التجارب تزايد خطورة البعض منهم ممن يمتهنون مهناً خطيرة تضر بالمجتمع وتهدد سلامته وأمنه مثل السرقة أو الاتجار بالمخدرات أو حتى الإقامة غير الشرعية، أو أولئك الذين يستخدمونها لأغراض غير مخصصة لها مثل التحميل أو التوزيع لبعض السلع والبيع، يجعلنا نطالب وبشدة إلى الإسراع في وضع ضوابط صارمة للسيطرة على هذه الوسيلة من المواصلات والحد من خطورتها وانتشارها العشوائي. فهي قد تكون مفيدة للبعض لرخص تكلفتها وسهولة استعمالها ولكنها تظل وسيلة شعبية غير آمنة ومحاذيرها كثيرة تبدأ بخطورتها على راكبيها وتنتهي بتهديدها لسلامة من حولها من مشاة أو سائقي سيارات، إضافة إلى ما تصدره هذه (الدبابات) أو الدراجات النارية من أصوات مزعجة تزيد من ضوضاء المدينة وبما تبثه من غازات سامة مضرة بالصحة مما يؤثر على جمال المدينة ورقيها. فنفعها بالنسبة للمواطنين والوطن يظل محدوداً لا يعول عليه، بقدر ما يمكن أن يحدثه هذا النوع من المواصلات من خطر وتأثير سلبي على أمان وصحة وسلامة الوطن. قد يرى البعض في مقالي هذا تهويلا وتضخيما لشأن هذه الدراجات النارية ومخاطرها، إلا أنها كذلك ما لم توضع ضوابط وقوانين لها وتصنف ويلزم أصحابها بوضع لوحات تدل عليهم وعلى هويتهم. فالنار العظيمة تبدأ من مستصغر الشرر. فلماذا ننتظر؟