في ربيع هذا العام كان لي موعد مميز، ولم يكن ذاك الموعد خاصاً، ولكن لكل أهل مدينتي، وهذا أجمل ما في هذا اللقاء. كانت أيامه قليلة لم تكف لكي أعي حتى هذا اليوم، وبعد أكثر من ثمانية شهور. موعد كان هنا في مدينتي، شاهدت وشاهد أهل المدينة تلك الحسناوات الرشيقات ذات الجمال الفاتن وقد جاؤوا بهن من كل أنحاء العالم. فمنهن من تنطق الحب من خمارها الأحمر، والأخرى تشع الصفاء من بياض تراه فيها. ولكل الأحاسيس مشاعر نطقت ألوانها الأخرى كالأصفر والبنفسج والوردي.... ذلك اللقاء كان في الحبيبة الرياض، وفي مهرجان الزهور. لذا جميل هي مدينتي ورجالها عندما رتبوا لهذا اللقاء. دقائق قضيتها أنا والكثيرون من الصغار قبل الكبار تمنوا أن يعاودونا هذا اللقاء. والآن نحن ننتظر سوياً الشتاء أن يزول وينتهي، حينها يأتي الربيع، لأن لقاءنا سيتجدد ويكرر نفسه. وكلنا أمل أن هؤلاء الرجال الذين خططوا ورتبوا ذاك اللقاء أن يحققوا شيئاً من أحلامنا لنفيق ذات يوم ربيعي في العام القادم أو الذي يليه لنرى الحلم وقد تحقق. دعوني أفصح قليلاً عن حلم يراودني لربيع العام القادم. أحلم أن أرى تلك الحسناوات من الجوري والفل والياسمين والخزامى وأجمل ورود العالم، تلك التي أبدع الخالق لونها وشكلها ورائحتها في حديقة تفتح أبوابها لمحبيها طوال العام، فيتغنى بها الأهالي حين يزورونها، ويقصدها كل ضيف وزائر لمدينتنا، وتكون موعد دائماً مع كل عاشق وحالم بهن. ويتواصل الحلم في بقية ليلتي، لا أحرك عجلة الإعلام لتنشط قليلاً من خلال مسابقات وبرامج متنوعة، كأجمل حديقة منزلية ومزرعة وأغرب أو أكبر شجرة وأطول نخلة وأجمل لوحة فنية رسمت أو صنعت من الورد، وأجمل باقة، لتتوالى الأفكار والمسابقات تباعاً. ولكن عندما أفقت صباحاً لأجد تلك الحسناوات بدأن يأخذن أماكنهن من شوارع الرياض بجهود مشكورة من رجال الرياض، ولكن بكل أسف لم تعط لأياد تحسن حملها ولمسها وتذوق جمالها، عمال أساؤوا لجمالها وخدشوا حياءها، فرموها في الأحواض دون تخطيط أو تنسيق، وبشكل يجعل منها مكسورة الخاطر تقلقل كل محب لها. وكم أتمنى أن يمنح هؤلاء الرجال الذين لا أشك بحرصهم الفرصة لفنانين يتوقون أن يخدموا مدينتهم ليجعلوا من ميادين الرياض لوحات خطت بأنامل أهلها ويلونها بجمال الورد. ten.beelasa@ressam