أغار الطيران الإسرائيلي فجر أمس، على مواقع للجبهة الشعبية - القيادة العامة في تلال الناعمة جنوب العاصمة اللبنانية بيروت، في أعقاب إطلاق صواريخ كاتيوشا في اتجاه المستعمرات اليهودية الشمالية قرابة منتصف الليلة قبل الماضية. واعترفت «القيادة العامة» بوقوع جريحين في الغارة الإسرائيلية لكنها نفت مسؤوليتها عن اطلاق الصواريخ، وأفيد عن وقوع أضرار مادية جسيمة في بلدتي الناعمة والدامور، حيث تحطم زجاج عدد كبير من الأبنية وانقطع التيار الكهربائي في المنطقة، وكذلك توقفت محطة ضخ المياه. وعاود الطيران الحربي الإسرائيلي تحليقه مجدداً في أجواء المنطقة فأطلقت باتجاهه المضادات الأرضية التابعة للعناصر الفلسطينية المنتشرة في حارة الناعمة، وسجلت سلسلة اختراقات للصوت قرابة الحادية عشرة قبل الظهر. كما خرقت هذه الطائرات جدار الصوت فوق مدينة صيدا في جنوب لبنان والمخيمات الفلسطينية المجاورة لها. واعتبر مسؤول الجبهة في لبنان أنور رجا أن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مواقع الجبهة في حارة الناعمة، هي استهداف أمني سياسي أكثر ما هي استهداف عسكري، لأنها تأتي في ظرف سياسي تتفاعل فيه الدعوات إلى تطبيق القرار 1559 على الطريقة الأمريكية - الإسرائيلية. وإذ أكد وقوع غارتين على مواقع الجبهة أسفرت عن وقوع جريحين، قال: «إن العدو لا يحتاج إلى مبررات»، مشيراً الى أنه على رغم نفي الجبهة مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ، أغار الطيران الإسرائيلي على مواقع الجبهة، وهو ما يؤكد أن شارون يتحين الفرص لكي ينقض على الأمن اللبناني، وهو لم يغادر أصلاً سياسته العدوانية وسياسة القتل والتدمير، كما أن (إسرائيل) مازالت تشكل مصدر الخطر الأساسي في المنطقة وتختار الزمان والمكان الذي تريد أن تفرض خياراتها. وأفاد بيان لقيادة الجيش اللبناني، أن طائرتين حربيتين إسرائيليتين نفذتا عند الساعة الرابعة و25 دقيقة من فجر أمس، غارة على منطقة حارة الناعمة جنوببيروت، وأطلقت خلالها صاروخي جو - أرض، ثم غادرتا عند الساعة الرابعة والدقيقة 45 من فوق البحر مقابل مدينة صيدا. وعاود الطيران الحربي الإسرائيلي تحليقه فوق الناعمة والدامور قرابة العاشرة صباحاً، ونفذ غارات وهمية فوق منطقتي راشيا والبقاع الغربي، حيث حلق على علو منخفض، ثم تابع تحليقه في اتجاه عمق البقاع في الشمال بعدما اخترق اجواء مزارع شبعا وحاصبيا والعرقوب على ارتفاع متوسط. وأفيد عن اصابة مواطنين بشظايا المضادات الأرضية التي تصدت للطائرات الحربية الإسرائيلية، عند المدخل الشرقي لمدينة صور، هما جعفر محمد ضاهر (21 سنة) من بلدة حولا، والفلسطيني عبدالقادر محمد فرج (53 عاماً) نقلا على اثرها إلى مستشفيات المنطقة. وكرر أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان سلطان أبو العينين نفي الفلسطينيين لأي علاقة لهم بإطلاق الصواريخ، وقال في مؤتمر صحافي عقده في مقر إقامته في مخيم الرشيدية: «ليس للفلسطينين أي مصلحة في ذلك»، ولم يستبعد أن يكون عملاء إسرائيليون وراء ذلك بهدف تفجير الأوضاع في لبنان، فيما يتعلق بالسلاح الفلسطيني.