تدرس وزارة الخارجية الأمريكية، إغلاق مجلة «هاي» الشهرية، التي تصدر باللغة العربية، المطبوعة، في حين ستبقي الموقع الالكتروني الذي تحتله.. وكانت مجلة «هاي» قد بدأ صدورها قبل أكثر سنتين (تموز عام 2003م، بحلة فاخرة وورق وطباعة ممتازة. وكانت متخصصة في محاولة للوصول إلى «القلوب الشابة» العربية، عن طريق نشر معلومات وريبورتاجات غير سياسية، حيث كانت تحاول أن تقدم الحياة الأمريكية للشباب. وحسب ما جاء في هذا البيان، فإن هذه المجلة كانت تطبع 55ألف نسخة شهرياً، وتوزع في ثماني عشرة دولة. وقد بلغت تكاليف هذه المجلة، حسب ما يقول البيان، 4,5ملايين دولار سنوياً. وتبين من بعض استطلاعات الرأي العام الداخلية التي قامت بها المجلة، أنها لم تلب الهدف الذي رسم لها، وهو محاولة اختراق الحاجز إلى قلوب الشباب العربي، الذين يتابعون بأغلبيتهم الساحقة الأحداث الجارية في المنطقة، والموقف الأمريكي منها. وقد جاءت فكرة محاولة اختراق شارع الشباب العربي من جانب الدعاية الأمريكية، في أعقاب أحداث أيلول/ سبتمبر 2001، وفي أعقاب العدوان على العراق، فأنشأت وزارة الخارجية الأمريكية، إذاعة «سوا» التي تبث أغاني معظمها أجنبية، وكذلك شبكة تلفزيون أطلقت عليها اسم «الحرة»، لتنفيذ هدفها هذا، إلا أنه يبدو أن الهدف لم يصب. وقد تسربت في الآونة الأخيرة أخباراً كثيرة عن فضائح مالية داخل تلفزيون «الحرة»، وأشارت استطلاعات الرأي العام أن نشرة الأخبار، والتي تعتمد الشبكة عليها لتسريب بعض الدعاية الإيجابية عن الإدارة الأمريكية، غير شعبية. كذلك نشرة الأخبار في إذاعة «سوا» غير مسموعة بالشكل الذي أرادته لها وزارة الخارجية. وتبين أن الكثير من الشباب يتسمعون إلى الأغاني التي تبث، ويغيرون المحطة عند نشرة الأخبار. وحسب المعلومات المتوفرة في العاصمة الأمريكية، فإن الوزارة تقوم الآن بتقييم تلفزيون «الحرة» وإذاعة «سوا». وقد بدأت هذا التفكير يدخل أروقة الوزارة، بعد الزيارة غير الناجحة التي قامت بها مبعوثة الرئيس جورج بوش، إلى منطقة الشرق الأوسط، كارن هيوز، حيث وجدت أن الشباب والشابات الذين اجتمعت بهم لم يتأثروا بالدعاية الإعلامية الأمريكية.