عوضت أسعار النفط الخسائر الكبيرة التي منيت بها خلال الأربعة أيام الماضية نتيجة إلى اعتدال الطقس في الولاياتالمتحدةالأمريكية و أوروبا وارتفاع المخزونات بسبب الإنتاج الجائر الذي تنتهجه الدول المنتجة للنفط تدفعها المكاسب العالية التي تحققها جرءا ارتفاع أسعار النفط مما حفزها على الإنتاج بالطاقة القصوى والعمل على تطوير حقول كانت في السابق لا ترى بأنها مجدية اقتصاديا،فقد صعدت أسعار خام ناميكس القياسي خلال التعاملات الالكترونية بمقدار 50 سنتا وبلغ 58 دولاراً للبرميل. وكان المراقبون يرون بأن الأسعار سوف تتنامى خلال الفترة الحالية وتستمر في الزيادة حتى نهاية فصل الشتاء وحلول فصل الربيع حيث يتراجع الاستهلاك في الدول التي تقع في شمال الكرة الأرضية غير أن اعتدال الطقس غير من الموازين كما أن التخمة النفطية التي تعاني منها السوق البترولية كانت السبب الرئيس وراء هذا الانخفاض غير المتوقع وخاصة في مثل هذا الوقت من العام. وعزز من صعود أسعار البترول في الأسواق الأمريكية والأوروبية أمس التوقعات التي أشارت إلى احتمال أن يكون هناك سحبا كبيرا من المخزونات لمواجهة الطلب المتزايد على الطاقة لأغراض التدفئة رغم أن المعلومات التي رشحت من بعض المسؤولين ألمحت إلى أن المخزونات في وضع مستقر وأنها تزيد بنسبة 13٪ عن مستوياتها في نفس الفترة من العام الماضي ، إلا أن المعلومات الأكيدة سوف تعلن عنها إدارة معلومات الطاقة الأمريكية اليوم من خلال تقريرها الأسبوعي الذي يصدر كل يوم أربعاء ويعكس مستويات المخزونات خلال الأسبوع الذي يسبق التقرير وعادة ما تهتدي بها الأسواق البترولية لتحديد مسار الأسعار. ويشير المسؤولون الأمريكيون إلى أن مخزونات المواد البترولية المكررة ربما تكون في وضع مستقر لكون الأسبوع الماضي لم يشهد سحبا كبيرا نتيجة إلى اعتدال الطقس وتراجع الاستهلاك رغم أن هناك حوالي 127 منشأة نفطية لا تزال مغلقة في منطقة حوض خليج المكسيك بسبب تضررها من الأعاصير المدارية العاتية التي ضربتها طيلة الثلاثة الأشهر الماضية وإعاقة جل الإمدادات النفطية للأسواق الأمريكية. ومن العوامل التي أدت إلى صعود الأسعار تعرقل الاستثمارات النفطية في كثير من المناطق الواعدة بإنتاج البترول الخام مع أن شركات الطاقة العالمية كثفت من جهودها لتوسيع استثمارات وتطوير الصناعة الطاقوية بهدف استغلال فرصة ارتفاع أسعار النفط والغاز الطبيعي فعلى سبيل المثال تواجه شركة اكسون موبيل مصاعب جمة في استثماراتها في فنزويلا مع أن «إكسون موبيل» استثمرت أموالا ضخمة في حزام «أورينوكو» النفطي بفنزويلا وتعتزم استثمار ثلاثة مليارات دولار في مشروعات للبتروكيماويات تسهم فيها شركة النفط الفنزويلية بيدا أن فنزويلا تلح عليها بتغيير العقد الذي تعمل بموجبه في فنزويلا مما قد يلحق الضرر بعملياتها المستقبلية في هذه المنطقة. وعلى الجانب الأخر من الكرة الأرضية فشلت المفاوضات الروسية الأوكرانية حول شروط توريد الغاز الطبيعي الروسي لأوكرانيا، وهو ما أثار قلق أوروبا التي تعتمد في 50٪ من وارداتها من الغاز على غازبروم، بينما يمر 80٪ من هذا الغاز عبر أوكرانيا.الأمر الذي عزز أسعار برنت حيث صعد بمقدار 45 سنتا إلى 55,65 دولاراً للبرميل كما ارتفع سعر الخام الخفيف في سوق لندن للتعاملات الالكترونية بمقدار 40 سنتا إلى 56,55 دولاراً للبرميل وزاد سعر وقود التدفئة إلى 1,71 دولار للجالون كما ارتفع الغاز الطبيعي إلى 14,04 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. وانتعشت أسعار المعادن النفيسة بقيادة الذهب الذي صعد متخطيا 510 دولارات للأوقية بعد تراجع مني به خلال الأسبوع الماضي دفعه إلى البقاء تحت 500 دولار لعدة أيام غير أن ضغط الشراء في آسيا وخاصة من اليابان والصين والهند أعاده إلى المسار التصاعدي ، وجر معه سعر الفضة التي صعدت إلى 8,62 دولارات بيدا أن البلاتين استمر في تحقيق خسائر بدأها الأسبوع الماضي وهبط إلى 970 دولار للأوقية منحدرا من سعر 1005 دولارات كان عليها الأسبوع المنصرم.