شجع عدد من العوامل السياسية والمناخية أسعار النفط في الأسواق العالمية في مستهل تعاملاتها لهذا الأسبوع أن تبقى في مستويات قرب 100دولار للبرميل لجميع النفوط القياسية، غير أن الأسعار لم تتمكن من تخطي هذا السعر إلا لمرة واحدة وبقدر ضئيل بلغ 10سنتات فقط ولم يدم طويلا حيث أثرت ضغوط التصريحات التي صدرت من الدول المستهلكة في إعادة الأسعار إلى أقل من 100دولار للبرميل. هذه العوامل التي كان من أهمها التوغل التركي في شمال العراق وتبعات ذلك التي تتمثل في تعرقل انسياب النفط العراقي عبر الأراضي التي تشهد مواجهات بين الجيش التركي و المقاتلين الأكراد، فأي قلاقل أمنية في هذه المنطقة سوف تعيق من مرور النفط إلى الموانئ التركية حيث يصدر معظم النفط العراقي فضلاً عن أن المنطقة التي تدور فيها مواجهات حاليا تحتضن جل المنشآت النفطية العراقية وأي توتر سيؤثر على معدلات الإنتاج ومستوى الإمدادات. كما أن عودة المشاحنة السياسية بين إيران والغرب على خلفية برنامج إيران النووي أضافت حزمة من القلق لدى المستهلكين لا سيما وأن إيران تعد من أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم وأي خلل في إنتاجها سيؤثر ولو بشكل جزئي على الإمدادات العالمية ومسار أسعار النفط التي تراقب الأحداث التي تدور قرب مكامن النفط. ومن جانبها تضيف فنزولا شحنة من التوترات إلى الساحة النفط من خلال نزاعها مع شركة النفط الأمريكية اكسون موبيل حول تعويضات عن مشروع نفطي أممته حكومة الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز والذي يستغل كل مناسبة للضغط على الحكومة الأمريكية التي تختلف معه في المنهج والتوجهات السياسية مستخدما سلاح النفط رغم أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعتبر أكبر مستهلك للنفط الفنزولي. وتعاضدت هذه المؤثرات مع برودة الطقس التي اجتاحت القارة الأوروبية بداية هذا الأسبوع ما رفع معدلات استهلاك وقود الطاقة لأغراض التدفئة أو تغذية الصناعات وانفتاح شهية صناديق الاستثمار على السلع الأساسية والتوجه بصورة خاصة للمتاجرة بالنفط بعد التراجع الذي طرأ على أسعار الذهب في الأسواق الآسيوية وهو أمر أدى بدوره إلى زيادة الطلب على الغاز الطبيعي مع أن الأسواق تعاني شحا لهذا النوع من الوقود الذي يجد إقبالا كبيرا من المستهلكين لصداقته الواضحة للبيئة. وتراقب الأسواق بعين حذرة ما يصدر من تصريحات من مسئولي دول الأوبك الذين سيلتئمون في اجتماع استثنائي في الخامس من مارس القادم لمناقشة تحركات السوق والمؤثرات الفاعلة في مسارات الأسعار ومع أن المسئولين في الأوبك يستبعدون أن تكون السوق النفطية في حاجة لمزيد من البترول الخام الا أن هذه التصريحات تؤثر في معدلات الأسعار بصورة قوية. وتجاذبت الأسواق أنباء متناقضة ففي الوقت الذي يشار فيه إلى حاجة السوق إلى مزيد من النفط لسد التعطش العالمي لمصادر الطاقة تظهر بعض الإحصائيات أن المخزونات الأمريكية في مستويات عالية وأنها تسجل ارتفاع يزيل أي قلق بشأن حدوث نقص في الإمدادات وعلى ضوء ذلك تأرجحت أسعار خام ناميكس القياسي حيث بلغت في بداية التداولات 100دولار للبرميل بيدا أنها عادت إلى سعر 98.72دولار وسط التداولات بحسب التصريحات التي تنتح من الدول المنتجة، كما أن خام برنت القياسي تأثر بموجة البرد في أوروبا وصعد في بداية التعاملات إلى 98.48دولار للبرميل غير أنه تراجع بفعل موجة بيع لجني الأرباح إلى 97.53دولار للبرميل. أسعار المعادن النفيسة شهدت تراجعا ملحوظا بقيادة الذهب الذي هبط بمقدار 6.5دولارات إلى 927.5دولار للأوقية نتيجة إلى ضغوط بسبب احتمال قيام صندوق النقد الدولي بيع كمية من الذهب ما سيحدث تأثيرا على كميات العرض أمام الطلب، وجاء هبوط الفضة ضئيلا إذا بقى سعرها عند 18.04دولار للأوقية.