أزاحت الأرصاد الجوية الأمريكية أمس جزءاً من الضغط النفسي الذي كان ينتاب مستهلكي النفط بعد أن رجحت أن لا تمر عاصفة «ويلما» المدارية والتي تحولت إلى إعصار بمرافق النفط الأمريكية في خليج المكسيك أو تلك التي تقع في ولايتي «لوزيانا وتكساس» والتي لا تزال تلملم أشلاءها جراء الركلات القوية التي تعرضت لها من إعصاري «كاترينا وريتنا». ومن جانبها عملت الشركات النفطية العالمية التي تعمل في حوض خليج المكسيك على تهدئة السوق النفطية من خلال الإعلان عن عودة إنتاجها على ما كان عليه قبل هبوب الأعاصير حيث أشارت متحدثة باسم شركة أكسون موبيل العالمية (في بيان على موقع الشركة على الانترنت) والتي تعتبر سادس اكبر شركة بترولية في الولاياتالمتحدةالأمريكية أن جميع الوحدات في مصفاتها في «لوزيانا» قد عادت إلى العمل بعد أن توقفت عن الإنتاج لمدة أربعة أسابيع تفاديا لإضرار الأعاصير المدارية التي ضرب المنطقة بعنف خلال الفترة الماضية مما اضطرها إلى وقف الإنتاج لتقليل الخسائر ، وقد رأت الأسواق النفطية في هذه الخطوة تراجعاً لاحتمال حدوث نقص في الإمدادات النفطية لا سيما نواتج التقطير حيث يزداد الطلب عليها في مثل هذه الفترة من العام. وعزز من هدوء حدة ارتفاع الأسعار الأنباء التي أشارت إلى احتمال نمو بناء الاحتياطات الأمريكية من النفط الخام بمقدار 1,7 مليون برميل غير أن التوقعات أشارت إلى إمكانية انخفاض احتياطيات المواد البترولية المكررة بمقدار 1,8 مليون برميل إلا أن العلم القين ستفصح عنه إدارة معلومات الطاقة في تقريرها الذي سيصدر مساء اليوم الأربعاء. ومن العوامل التي ساهمت في تراجع الأسعار استمرار تباطؤ نمو الطلب على الطاقة إلى معدلات أقل مما كانت متوقعة في السابق بسبب الإجراءات التي اتخذتها الدول الصناعية لتفادي الإضرار في نمو اقتصادها مع أن بعض الدول ترى بأن الاقتصاد العالمي من القوة بمكان أن يمتص هذه الزيادة وهو أيضا ما رجحه رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي ألان غرينسبان والذي قال أمس إن تأثير ارتفاع أسعار النفط على نمو الاقتصاد العالمي أقل ضررا مقارنة مع ما نجم عن ارتفاع الأسعار في السبعينيات من القرن الماضي. وقد انخفض سعر خام ناميكس القياسي بمقدار 86 سنتا إلى 63,80 دولاراً للبرميل كما تراجع الخام الخفيف في سوق لندن للتعاملات الالكترونية بمقدار 1,3 دولار إلى 59,44 دولاراً للبرميل وهبط خام مزيج برنت إلى 58,48 دولاراً، ونقص سعر وقود التدفئة إلى 1,93 دولار للجالون كما نقص سعر الجازولين إلى 1,73 دولار للجالون ، بيد أن سعر الغاز الطبيعي بقي عند معدلاته السعرية ليوم أمس الأول بحدود 13,50 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. وراوحت المعادن النفيسة بالقرب من أسعارها لليوم الماضي بتراجع طفيف للذهب بمقدار 1,5 دولار إلى 474,6 دولاراً للأوقية وتماسك البلاتين عند سعر 935 دولاراً والفضة عند سعر 7,83 دولارات للأوقية.