الأعمال الخيرية كثيرة ويسهل تنميتها في مجتمعنا المسلم الذي يؤمن بأهمية التكافل والتواد الاجتماعي بكافة مناشطه الخيرية ، وجمعيات البر في المملكة هي أقدر من يقيم هذه المشاريع الخيرية الموجهة إلى الأسر المحتاجة من فقراء الداخل ويحرص على ضمان استمراريتها طوال العام ،وبالمقابل نرى تفاعل أهل الخير والمحسنين في المجتمع وهم يتسابقون في تقديم صدقاتهم أو تبرعاتهم المالية أو العينية للأسر الفقيرة من منح الأغذية الشهرية ومستلزمات شهر رمضان إلى توزيع صدقات زكاة الفطر ولحوم الأضاحي أو تقديم الحقيبة المدرسية لأبناء الأسر أو الإعانات المالية لراغبي الحج والعمرة ممن لم يستطيعوا أداءها، إن هذه المساعدات بعد إيصالها تعكس أثرها الطيب في نفوسهم ونفوس أبنائهم وتدفع عنهم الحاجة والتسول وتزيد من انتمائهم نحو مجتمعهم الذي يهتم بهم ويحرص على تفقد أحوالهم. ولا شك أن العاملين في هذه الجمعيات جزاهم الله كل خير حريصون على تتبع كل ما من شأنه رفعة أحوالهم، لذلك من الطبيعي هذه الأيام ان تتركز المساعدات الخيرية على كسوة الشتاء وتوزيع البطانيات والملابس على هذه الأسر حتى انه قد تم تخصيص حاويات خاصة للملابس التي يمكن إعادة تدوير استخدامها من تبرعات المحسنين ووضعت هذه الحاويات بالقرب من المساجد والجوامع الكبيرة تسهيلاً على المتبرعين داخل الأحياء ومن ثم تقوم الجمعيات بأخذها وفرزها وتوزيعها على المحتاجين لها ولا شك ان هذه خطوة طيبة من خطوات العمل الخيري الذي يشارك به المحسنون في هذه الأحياء إخوانهم المحتاجين من الأسر الفقيرة ولكن هذا المشروع برأيي يحتاج إلى تطوير أكثر حتى تتم الاستفادة منه بشكل عملي وحتى لا يفقد القيمة الحقيقية من قيامه كمشروع خيري وان شكل هذه الحاويات المصنعة على هيئة «شبك حديد» لا تتناسب مع هدف المشروع فلو كان صندوقاً كبيراً مغلقاً وعليه شعار وعنوان المشروع لكان أفضل من شكله الذي يوحي بأنه مرمى للنفايات بالإضافة إلى انه غير صحي ومعرض لتساقط الأمطار والغبار وعوادم السيارات إلى الملابس والتي يكون المتبرعون قد قاموا بغسلها وكيها ووضعها في هذه الأكياس والذي يزيد من حجم المشكلة انه قد تمر على هذه الأكياس شهور وهي متراكمة في هذه الحاويات دون تفريغ وهذا يعطي الناس فكرة حول عدم الاهتمام به كمشروع بالإضافة إلى الحرص على تفريغ محتواه على الأقل كل اسبوع حتى تعم الفائدة منه، ولا شك ان الاهتمام بتنمية الوعي الاجتماعي حول التبرعات العينية لدى الأسر في داخل الأحياء مطلب اجتماعي وان التركيز على مثل هذه التبرعات سوف تغطي ما ينقص من احتياجات الكثير من الأسر الفقيرة المحتاجة وخاصة ان الكثير من الناس يستسهل التبرعات العينية أكثر من المادية فيزيد من تبرعاتهم داخل أحيائهم وأن تسهم أسر الحي بالتواصل مع اخوانهم المحتاجين في الحي نفسه وأن يكون بالفعل الأقربون أولى بالمعروف...