بات منظراً مألوفاً، أن ترى الملابس القديمة المُتبرع بها، مبعثرة هنا وهناك، دون أن تكون هناك جهة تجمعها، ومن ثم توزعها على مستحقيها من الفقراء والمحتاجين.وفي الوقت الذي استنكر فيه البعض مشهد العمالة الأجنبية، وهي تعبث في هذه الملابس، طالب آخرون بإعادة نشر ثقافة التبرع، وآدابه ومتطلباته بين المواطنين كافة، مؤكدين أن هذه الآداب، تضمن اكتمال الثواب، كما تضمن استفادة المستحقين من هذه الملابس، مطالبين الأمانة والجهات الخيرية، القيام بواجباتها، لرعاية أنشطة الخير، وفعالياته.. فعل الخير ومعروف أن فعل الخير أمر محبب لجميع الناس، ويأتي التبرع من الأعمال الطيبة التي قد تكون على رأس هرم الأعمال الخيرية، ومع الدور الكبير الذي يقوم به عدد من الجمعيات الخيرية في الاحساء، بحث الناس على التبرع بما تجود به أنفسهم لمشروع الملابس والاستفادة منها، إلا أن التبرع أصبح متشعباً في هذه الاثناء لدى العديد من الناس، سواء كان التبرع بالملابس أو الأحذية أو الفراش، حتى أصبح مشهد صناديق التبرع كأنه كومة قمامة، وفي مدينة الهفوف، وبالتحديد بالقرب من جامع خادم الحرمين الشريفين، أصبح منظر أحد صناديق التبرع بالملابس القديمة، لا يشير إلى فعل الخير، بعد أن تناثرت الملابس المتبرع بها في كل مكان، وكأنه عبث بها مرات عدة. الملابس القديمة ويقول أحمد العليان (أحد سكان مدينة الهفوف) إن «هناك تجاوزات يقوم بها عدد من المتبرعين بشكل غير طبيعي وغير مقبول، حيث يقومون بإلقاء الملابس القديمة المُتبرع بها، بالقرب من الصندوق المخصص برمي هذه الملابس، وليس داخله، وبالتالي يعبث بعض العمالة الاجنبية بهذه الملابس، عن طريق فتح أكياسها، وإخراج ما بداخلها، ومحاولة الاستفادة من بعضها، وإلقاء الباقي منها على قارعة الطريق، وبالتالي نجد الفوضى العارمة منتشرة هنا وهناك، بالقرب من الصناديق»، مشيراً إلى أن «الملابس القديمة قد تحتوي على ملابس داخلية، مبعثرة في المكان، وعلى مرأى المارة رجالاً ونساءً».
مفهوم التبرع، وطرقه غائب تماماً عن المتبرعين أنفسهم والتبرع بالملابس على سبيل المثال، يتطلب ان يقدم المتبرع الملابس نظيفة ومكوية، ويفضل أن تكون مغلفة. تجذب العيون ويري خليل العرادي أحد السكان مدينة الهفوف، أن «مفهوم التبرع، وطرقه غائب تماماً عن المتبرعين أنفسهم»، مضيفاً «التبرع بالملابس على سبيل المثال، يتطلب ان يقدم المتبرع الملابس نظيفة ومكوية، ويفضل أن تكون مغلفة، وتوضع بشكل متميز، كي تجذب عيون المستفيدين إليها»، رافضاً المنظر الذي تظهر به الملابس القديمة في محيط مكان صناديق التبرع في الميادين، وبجانب الشوارع، وقال: «منظر الملابس القديمة المتبرع بها، لا يعجب أحداً، فبعضها قديم جداً، وغير صالح للاستعمال، وكان يفترض على صاحبها عدم التبرع بها من الأصل، وبعضها الآخر قد يكون صالحاً للاستخدام، بيد أنها غير مهندمة أو نظيفة، وقد تصدر منها روائح كريهة، تنفر من استخدامها»، مشيراً إلى «تذمر بعض الأهالي القريبين من صناديق الملابس القديمة، من انتشار هذه الروائح في المكان، خاصة إذا علمنا أن بعض السكان يرمون القمامة داخل هذه الصناديق، من باب الجهل أحياناً، أو التعمد أحياناً أخرى». الروائح الكريهة ويتفق عمر العامري مع ما ذهب إليه العرادي، وأضاف «في الحي الذي أسكن فيه، يوجد صندوق مخصص للتبرع بالملابس القديمة، وقد لاحظت وجود روائح كريهة منتشرة في المكان، فاقتربت من الصندوق، ونظرت داخله، لأجده يحتوي على أكياس قمامة، ويبدو أنها رميت منذ فترة، وانتشرت منها الروائح الكريهة، بفعل درجة الحرارة المرتفعة»، مضيفاً «رأيت بعيني أحد المواطنين يرمي الأوساخ داخل الصندوق، ونهرته على تصرفه، إلا أنه لم يقتنع أن الصندوق مخصص للملابس القديمة». توقيت زمني ويتحدث سعد المهناء عن مخالفات صريحة في وضع مثل هذه الصناديق التابعة لمؤسسات خيرية، مثل تجميع الملابس المستعملة، وقال: «هناك إهمال حقيقي في رفع تلك الملابس، ومن ثم توزيعها على مستحقيها»، موضحاَ «من الواضح تماما ان هناك مشاريع لدى تلك الجهات، إلا انة لا يوجد توقيت زمني لرفع الملابس، ومن هنا لا أبالغ إذا أكدت أنه يوجد إهمال كبير يعطي مدلولا ان فعل الخير في خطر». العمالة الأجنبية ويؤكد فهد الحمدان انه «اصبح من حكم العادة أن يشاهد الجميع هذا المنظر البائس، ليس في أحياء الأحساء فحسب، بل في الأحياء الاخرى، حيث تجد الملابس قد عبث فيها أو انها مرمية في قارعة الطريق بالقرب من الصندوق، وبالتالي قد تتعرض للتلف، أو السرقة من طرف بعض العمالة الأجنبية». ويشير فهد المهناء إلى أن «الجميع يحب الخير، إلا أن تلك الصناديق أصبحت مصدر إزعاج للسكان». ويقول: «شاهدت بأم عيني عمال أمانة الأحساء، وهم لا يكترثون بمنظر الملابس المبعثرة هنا وهناك». وطالب المهناء أن «يتم إلغاء مثل هذا الصناديق في الاحياء وان يتم اعتمادها بالقرب من المؤسسات الخيرية حتى يتم نقلها في أسرع وقت ممكن».