هو مريض فلسطيني في الخامسة والأربعين من عمره يعاني من فشل كلوي منذ ثلاث سنوات بالإضافة إلى أنه لايرى وكل ذلك من أسباب مرض السكر الذي يعاني منه منذ فترة طويلة وكان كثيراً ما يرتفع عليه، لذا فقد البصر وأتلفت الكلى في آن واحد. وعندما أصبح في هذه الحالة اثر ذلك على أداء عمله فقد كان يعمل في مطابع جامعة الملك سعود منذ 22عاماً وفصل من عمله بسبب حالته الصحية: وبذلك انقطع مصدر رزقه هو وعياله وزوجته مما اثر الشفقة عليه من زملاء عمله وبعض الأصدقاء الذين عملوا على مساعدته هو وأسرته في مصاريف المعيشة والسكن. ومما زاد الأمر سوءاً على هذا المريض صدور قرار يقضي بإخراج جميع غير السعوديين من العلاج في المستشفى وقد طلبه قسم التنويم لإخباره أنه لايستطيع الغسيل مرة أخرى حتى يدفع للغسلة الواحدة 650ريالاً، وكان هذا الخبر بالنسبة له كالصاعقة فخر مغشياً عليه من هول الخبر وأخذت زوجته تدفعه بالعربية تبكي وتقول حرام عليكم يكفيه مافيه لماذا أخبرتموه هو شخصياً بذلك ألم يكن الأجدر بكم إخباري أنا حيث اوصله الخبر بطريقة تدريجية. أخذت الزوجة المريض إلى الإسعاف حيث تمت إسعافه وعاد إلى وعيه لكن بنفسية سيئة للغاية ومنذ ذلك اليوم وهو في حالة اكتئاب شديد. تدخل رئيس قسم وحدة غسيل الكلى وبعض الأطباء على إعطاء هؤلاء المرضى فترة لإيجاد البديل لعلاجهم. وفعلاً اعطوه فترة شهرين على أن لاتزيد يوماً واحداً. وبدأ المريض يعاني من حالة نفسية ويبكي كلما حضر إلى الغسيل ويقول ماذا أفعل حالتي الصحية كما ترون. وظروفي المادية كما تعرفون ووطني محتل كما تعلمون: أنا عشت في هذه الأرض وكأنها وطني 25عاماً تزوجت ورزقت بأربعة اولاد وثلاث بنات أكبرهم 20عاماً وأصغرهم ولد يبلغ الان أربعة عشر عاماً أصيب بمرض سرطان الدم كان في السادسة من عمره خضع للعلاج الكيميائي عدة سنوات، وقد تم شفاؤه بقدرة الله وفضله وهو في حالة صحية جيدة الآن ويدرس في المرحلة المتوسطة. زوجة المريض أخذت تطرق عدة أبواب لعلها تجد فرجاً لحالة زوجها الذي سوف يتوقف عن الغسيل بعد فترة وجيزة وأن حياته سوف تكون في خطر عندما يتأخر عن الغسيل، لذا أناشد أصحاب القلوب الرحيمة والتعاملات الإنسانية مساعدته. فالكثير من أبناء هذا الشعب زرعوا على حساب اهل الخير وعادوا يمارسون حياتهم الطبيعية وسمعت من هؤلاء المرضى أدعية كثيرة لهم جعل الله ذلك في موازين حسناتهم. أيضاً هناك مريض يماني الجنسية يبلغ من العمر 35عاماً كان يعمل في احد محلات الذهب أخرج بعد السعودة، والآن يعمل بائعاً متجولاً في بعض الأشياء البسيطة متزوج وله بنت واحدة ويسكن في منزل إيجار لايستطيع دفعه كل مرة كاملاً. هذا المريض يعيش هنا منذ 23 عاماً عندما كان حديث السن. يجد صعوبة في العودة إلى وطنه حيث يقول هذا وطني الذي عشت فيه أكثر عمري. هنا أهيب بالأخوة السعوديين من اصول يمنية خاصة الذين يمتلكون الملايين والبعض منهم المليارات ان ينظروا بعين الرفق إلى هذا المريض من ابناء جنسهم اما ان يوفروا له مبلغ الزراعة في الباكستان وهي تقريباً 70 الف ريال او كفالته في الغسيل لمدة عام وقيمتها 75 الف ريال. وأنا من وجهة نظري ان الزراعة اوفر لهم من دفع هذا المبلغ كل عام. حيث يعتبر مستشفى الملك خالد الجامعي اقل تكلفة للغسلة الواحدة مقارنة بالمستشفيات الأهلية الأخرى. كما انه ايضاً هناك عدد من المرضى غير السعوديين استبعدوا من المستشفى وكان يغسلون غسيلاً عن طريق البطن (غسيل بروتوني) وعددهم ستة لايعلمون ما سيكون مصيرهم، حالاتهم المادية ضعيفة لا يستطيعون دفع تكاليف المحاليل الخاصة بهذا الغسيل رغم انه ارخص من الغسيل الدموي. اخيراً رجل سوري الجنسية يبلغ من العمر 65 عاماً يعاني من مرض اسفل الظهر جعله لا يستطيع السير الا بصعوبة بالغة، اخرج من عمله لعدم قدرته على ممارسته كما في السابق، له 3 بنات وولدان اكبرهم يبلغ 28 عاماً، يعمل بمرتب لا يتجاوز الألفي ريال يصرف على والديه وأخوته الأربعة. بنتان منهم تعانيان من مرض السرطان وهم لا تزالان يتعالجون من هذا المرض في هذا المستشفى بعد اخذ امر لهما من الدولة. مأساة هذه الأسرة ان الابن الأكبر وهو الذي يعولهم اصيب بفشل كلوي. وأصبح في حاجة للغسيل. حاول والده طرق عدة مستشفيات ولم يجد احداً يقبله في الغسيل، اقترح الأطباء الذين اشرفوا على علاجه في بداية مرضه وهم اطباء الكلى في هذه المستشفى ان يزرع هذا الشاب من اخيه وهو احسن حلاً لأن الغسيل صعب جداً في هذه الظروف وعملوا على اخيه فحوصات للتأكد من مطابقتها للمريض والحمد الله كانت النتائج جيدة والآن الأب يطرق عدة ابواب لعله يأتي بأمر لزراعة ابنه هنا في احد المستشفيات القادرة على ذلك وهم المستشفى العسكري، مستشفى الملك فيصل التخصصي، مستشفى الحرس الوطني. وفي الختام اتمنى لرسالتي هذه ان تصل الى اهل القلوب الرحيمة ان يكون لها صدى في نفوسهم: حيث يجدون هؤلاء المرضى والذين هم على نار في انتظار الفرج.